وأما الحكم الثالث وهو (
القلب ) فعند حرف واحد وهي الباء فإن النون الساكنة والتنوين يقلبان عندها ميما خالصة من غير إدغام وذلك نحو
أنبئهم ، و
من بعد ، و
صم بكم ولا بد من إظهار الغنة مع ذلك فيصير في الحقيقة إخفاء الميم المقلوبة عند الباء فلا فرق حينئذ في اللفظ بين
أن بورك ، وبين :
يعتصم بالله إلا أنه لم يختلف في إخفاء الميم ولا في إظهار الغنة في ذلك وما وقع في كتب بعض متأخري المغاربة من حكاية الخلاف في ذلك فوهم ، ولعله انعكس عليهم من الميم الساكنة عند الباء . والعجب أن شارح أرجوزة
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري في قراءة
نافع حكى ذلك عن
الداني . وإنما حكى
الداني ذلك في الميم الساكنة لا المقلوبة واختار مع ذلك الإخفاء . وقد بسطنا بيان ذلك في كتاب التمهيد - والله أعلم - .