وأما
الراء المكسورة فإنها مرققة لجميع القراء من غير خلف عن أحد منهم ، وهي تكون أيضا أول الكلمة ووسطها وآخرها ، فمثالها أولا
رزقا ، و
رجس ، و
ريحا ، و
رجال ، و
ركزا ، و
رضوان ، و
ربيون ، ومثالها وسطا
فارض . و
فارهين . و
كارهين . و
الطارق . و
القارعة . و
بضارهم . و
يواري . و
عفريت و
إصري ، ومثالها آخرا
إلى النور . و بالزبر . و
من الدهر . و
الطور . و
المعمور . و
بالنذر . و
الفجر . و
إلى الطير . و
المنير . و
في الحر وما أشبه ذلك من المجرورات بالإضافة ، أو بالحرف ، أو بالتبعية فإن الكسرة في ذلك كله عارضة لأنها حركة إعراب ، وكذلك ما كسر لالتقاء الساكنين في الوصل نحو
فليحذر الذين . و
مما لم يذكر اسم الله ، وكذلك ما تحرك بحركة النقل نحو : ( وانحر ان شانئك ) . و ( انتظر انهم ) . و ( فليكفر انا أعتدنا ) . و ( انظر الى ) فأجمع
[ ص: 101 ] القراء على ترقيق هذه الراءات المتطرفات وصلا كما أنهم أجمعوا على ترقيقها مبتدأة ومتوسطة إذا كانت مكسورة . فأما الوقف عليها إذا كانت آخرا فنذكره في فصل بعد ذلك - إن شاء الله -
وأما الراء الساكنة فتكون أيضا ، أولا ووسطا وآخرا وتكون في ذلك كله بعد ضم وفتح وكسر . فمثالها أولا بعد فتح (
وارزقنا .
وارحمنا ) ، وبعد ضم :
اركض ، وبعد كسر ( يا بني اركب ) . و
أم ارتابوا . و
رب ارجعون ، و
الذي ارتضى ، و
لمن ارتضى فالتي بعد فتح لا بد أن تقع بعد حرف عطف . والتي بعد ضم تكون بعد همزة الوصل ابتداء ، وقد تكون كذلك بعد ضم وصلا . وقد تكون بعد كسر على اختلاف بين القراء كما مثلنا به فإن قوله تعالى : بعذاب اركض يقرأ بضم التنوين قبل على قراءة
نافع وابن كثير nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وأبي جعفر وخلف وهشام . ويقرأ بالكسر على قراءة
أبي عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وابن ذكوان . فهي مفخمة على كل حال لوقوعها بعد ضم ولكون الكسرة عارضة ، وكذلك
أم ارتابوا . و ( يا بني اركب ) . و
رب ارجعون ونحوه فتفخيمها أيضا ظاهر .
وأما قوله تعالى :
وإن قيل لكم ارجعوا . و
ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي ، و
ياأيها الذين آمنوا اركعوا ، و
الذين ارتدوا ، و
تفرحون ارجع إليهم فلا تقع الكسرة قبل الراء في ذلك ونحوه إلا في الابتداء فهي أيضا في ذلك مفخمة لعروض الكسر قبلها وكون الراء في ذلك أصلها التفخيم ، وأما الراء الساكنة المتوسطة فتكون أيضا بعد فتح وضم وكسر .
فمثالها بعد الفتح
برق . و
خردل . و
الأرض و
يرجعون . و
العرش . و المرجان و
وردة و
صرعى . فالراء مفخمة في ذلك كله لجميع القراء لم يأت عن أحد منهم خلاف في حرف من الحروف سوى ثلاث كلمات ، وهي
قرية .
ومريم ، و
المرء فأما
قرية حيث وقعت
ومريم فنص على الترقيق فيهما لجميع القراء
أبو عبد الله بن سفيان وأبو محمد مكي وأبو العباس المهدوي وأبو عبد الله بن شريح وأبو القاسم
[ ص: 102 ] ابن الفحام nindex.php?page=showalam&ids=13757وأبو علي الأهوازي ، وغيرهم من أجل سكونها ووقوع الياء بعدها ، وقد بالغ
أبو الحسن الحصري في تغليط من يقول بتفخيم ذلك فقال :
وإن سكنت والياء بعد كمريم فرقق وغلط من يفخم عن قهر
وذهب المحققون ، وجمهور أهل الأداء إلى التفخيم فيهما ، وهو الذي لا يوجد نص على أحد من الأئمة المتقدمين بخلافه ، وهو الصواب ، وعليه العمل في سائر الأمصار ، وهو القياس الصحيح . وقد غلط الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=12111أبو عمرو الداني وأصحابه القائلين بخلافه ، وذهب بعضهم إلى الأخذ بالترقيق
nindex.php?page=showalam&ids=17274لورش من طريق
الأزرق وبالتفخيم لغيره ، وهو مذهب
أبي علي بن بليمة وغيره ، والصواب المأخوذ به هو التفخيم للجميع لسكون الراء بعد فتح ، ولا أثر لوجود الياء بعدها في الترقيق ، ولا فرق بين
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش ، وغيره في ذلك - والله أعلم - .
وأما
المرء من قوله تعالى :
بين المرء وزوجه ، و
المرء وقلبه فذكر بعضهم ترقيقها لجميع القراء من أجل كسرة الهمزة بعدها وإليه ذهب
الأهوازي ، وغيره ، وذهب كثير من المغاربة إلى ترقيقها
nindex.php?page=showalam&ids=17274لورش من طريق المصريين ، وهو مذهب
أبي بكر الأذفوي وأبي القاسم بن الفحام وزكريا بن يحيى ومحمد بن خيرون وأبي علي بن بليمة وأبي الحسن الحصري ، وهو أحد الوجهين في جامع البيان والتبصرة ، والكافي ، إلا أنه قال في التبصرة : إن المشهور عن
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش الترقيق ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13269ابن شريح التفخيم أكثر وأحسن ، وقال :
الحصري :
ولا تقرأن را المرء إلا رقيقة لدى سورة الأنفال أو قصة السحر
وقال
الداني : وقد كان
محمد بن علي وجماعة من أهل الأداء من أصحاب
ابن هلال ، وغيره يروون عن قراءتهم ترقيق الراء في قوله
بين المرء حيث وقع من أجل جرة الهمزة ، وقال : وتفخيمها أقيس لأجل الفتحة قبلها ، وبه قرأت انتهى .
والتفخيم هو الأصح والقياس
nindex.php?page=showalam&ids=17274لورش ، وجميع القراء ، وهو الذي لم يذكر في الشاطبية ، والتيسير ، والكافي ، والهادي ، والهداية ، وسائر أهل الأداء سواه
[ ص: 103 ] وأجمعوا على تفخيم
ترميهم ، و
في السرد ، و
رب العرش و
الأرض ونحوه ، ولا فرق بينه وبين
المرء - والله أعلم - .
ومثالها بعد الضم
القرآن ، ، و
الفرقان ، و
الغرفة ، و
كرسيه ، و
الخرطوم و
ترجي ، و
سأرهقه ، و
زرتم فلا خلاف في تفخيم الراء في ذلك كله . ومثالها بعد الكسرة
فرعون ، و
شرعة ، و شرذمة ، و
مرية ، و
الفردوس ، و
أم لم تنذرهم ، و
أحصرتم ، و
استأجره ، و
أمرت ، و ( ينفطرن ) ، ( وقرن ) فأجمعوا على ترقيق الراء في ذلك كله لوقوعها ساكنة بعد كسر . فإن وقع بعدها حرف استعلاء فلا خلاف في تفخيمها من أجل حرف الاستعلاء والذي ورد منها في القرآن ساكنة بعد كسر ، وبعدها حرف استعلاء
قرطاس في الأنعام و
فرقة ، و إرصادا في التوبة ومرصادا في النبأ و بالمرصاد في الفجر ; وقد شذ بعضهم فحكى ترقيق ما وقع بعد حرف استعلاء من ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش من طريق
الأزرق كما ذكره في الكافي ، وتلخيص
ابن بليمة في أحد الوجهين ، وهو غلط والصواب ما عليه عمل أهل الأداء - والله أعلم - .