( ثالثها ) من الأوقاف ما يتأكد استحبابه لبيان المعنى المقصود ، وهو ما لو وصل طرفاه لأوهم معنى غير المراد وهذا هو الذي اصطلح عليه
السجاوندي لازم وعبر عنه بعضهم بالواجب وليس معناه
الواجب عند الفقهاء يعاقب على تركه كما توهمه بعض الناس ويجيء هذا في قسم التام والكافي ، وربما يجيء في الحسن .
فمن التام الوقف على قوله
ولا يحزنك قولهم والابتداء
إن العزة لله جميعا لئلا يوهم أن ذلك من قولهم ، وقوله
وما يعلم تأويله إلا الله عند الجمهور ، وعلى
الراسخون في العلم مع وصله بما قبله عند الآخرين لما تقدم ، وقوله
أليس في جهنم مثوى للكافرين والابتداء
والذي جاء بالصدق لئلا يوهم العطف ، ونحو قوله
أصحاب النار والابتداء
الذين يحملون العرش لئلا يوهم النعت ، وقوله
ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن والابتداء
وما يخفى على الله من شيء لئلا يوهم وصل " ما " وعطفها .
ومن الكافي الوقف على نحو
وما هم بمؤمنين والابتداء
يخادعون الله لئلا يوهم الوصفية حالا ، ونحو
زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والابتداء (
والذين اتقوا ) لئلا يوهم الظرفية بيسخرون ، ونحو
تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض لئلا يوهم التبعيض للمفضل عليهم ، والصواب جعلها جملة مستأنفة فلا موضع لها من الإعراب
[ ص: 233 ] ونحو
ثالث ثلاثة والابتداء
وما من إله إلا إله واحد لئلا يوهم أنه من مقولهم ، ونحو
وما كان لهم من دون الله من أولياء والابتداء
يضاعف لهم العذاب لئلا يوهم الحالية ، أو الوصفية ، ونحو
فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة والابتداء
ولا يستقدمون ، أي : ولا هم يستقدمون لئلا يوهم العطف على جواب الشرط ، ونحو
ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا والابتداء
لا يملكون الشفاعة لئلا يوهم الحال ، ونحو
ولا تدع مع الله إلها آخر والابتداء
لا إله إلا هو لئلا يوهم الوصفية ، ونحو
خير من ألف شهر والابتداء
تنزل الملائكة مستأنفا لئلا يوهم النعت ، ونحو
وقالوا اتخذ الله ولدا والابتداء
سبحانه لئلا يوهم أنه من قولهم ، وقد منع
السجاوندي الوقف دونه وعلله بتعجيل التنزيه وألزم بالوقف على
ثالث ثلاثة لإيهام كونه من قولهم ولم يوصل لتعجيل التنزيه ، وقد كان
nindex.php?page=showalam&ids=14563أبو القاسم الشاطبي - رحمه الله - يختار الوقف على
أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا والابتداء
لا يستوون أي : لا يستوي المؤمن والفاسق .
ومن الحسن : الوقف على نحو قوله
من بني إسرائيل من بعد موسى والابتداء
إذ قالوا لنبي لهم لئلا يوهم أن العامل فيه
ألم تر ونحو
واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق والابتداء
إذ قربا قربانا ونحو
واتل عليهم نبأ نوح والابتداء
إذ قال لقومه كل ذلك ألزم
السجاوندي بالوقف عليه لئلا يوهم أن العامل في " إذ " الفعل المتقدم . وكذا ذكروا الوقف على
وتعزروه وتوقروه ويبتدأ
وتسبحوه لئلا يوهم اشتراك عود الضمائر على شيء واحد ، فإن الضمير في الأولين عائد على الله عز وجل ، وكذا ذكر بعضهم الوقف على
فأنزل الله سكينته عليه والابتداء
وأيده بجنود قيل : لأن ضمير عليه
nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر الصديق " وأيده " للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، ونقل عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، ومن ذلك اختار بعض الوقف على
وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت [ ص: 234 ] والابتداء
وهو من الصادقين إشعارا بأن
يوسف - عليه السلام - من الصادقين في دعواه .