صفحة جزء
10928 وقد كفانا الشافعي - رحمه الله - بيان وهن هذا الحديث ، وذلك فيما أجاز لي أبو عبد الله الحافظ روايته عنه : أن أبا العباس حدثهم ، قال : أنبأ الربيع ، أنبأ الشافعي ، أنبأ إبراهيم ، عن مصعب بن ثابت ، عن عطاء ، قال : زعم الحسن كذا ، ثم حكى هذا القول . قال : إبراهيم : كان عطاء يتعجب مما روى الحسن ، قال الشافعي : وأخبرنيه غير واحد ، عن مصعب ، عن عطاء ، عن الحسن ، وأخبرني من أثق به : أن رجلا من أهل العلم رواه ، عن مصعب ، عن عطاء ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وسكت عن الحسن ، فقلت له : أصحاب مصعب يروونه ، عن عطاء ، عن الحسن ، فقال : نعم كذلك حدثنا ولكن عطاء مرسلا أنفق من الحسن مرسلا ، قال الشافعي : ومما يدلك على وهن هذا عند عطاء إن كان رواه أن عطاء يفتي بخلافه ، ويقول فيه بخلاف هذا كله . يقول فيما ظهر هلاكه : أمانة ، وفيما خفي هلاكه : يترادان الفضل ، وهذا أثبت الرواية عنه . وقد روي عنه : يترادان مطلقة ، وما شككنا فيه فلا نشك أن عطاء إن شاء الله لا يروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثبتا عنده ويقول بخلافه مع أني لم أعلم أحدا يروي هذا عن عطاء يرفعه إلا مصعبا ، والذي روى عن عطاء رفعه موافق قول شريح : إن الرهن بما فيه ، وقد يكون الفرس أكثر مما فيه من الحق ومثله وأقل ، فلم يرو أنه سأله عن قيمة الفرس .

التالي السابق


الخدمات العلمية