صفحة جزء
12103 ( أخبرنا ) أحمد بن علي الأصبهاني الحافظ ، أنا إبراهيم بن عبد الله ، أنا إسماعيل بن إبراهيم بن الحارث القطان ، ثنا الحسن بن عيسى ، أنا ابن المبارك ، أنا سفيان ، عن عيسى المدني ، عن الشعبي قال : كان من رأي أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - أن يجعلا الجد أولى من الأخ ، وكان عمر يكره الكلام فيه ، فلما صار عمر جدا ، قال : هذا أمر قد وقع لا بد للناس من معرفته ، فأرسل إلى زيد بن ثابت ، فسأله ، فقال : كان من رأي أبي بكر - رضي الله عنه - أن نجعل الجد أولى من الأخ ، فقال : يا أمير المؤمنين ، لا تجعل شجرة نبتت [ ص: 248 ] فانشعب منها غصن ، فانشعب في الغصن غصن ، فما يجعل الغصن الأول أولى من الغصن الثاني ، وقد خرج الغصن من الغصن ، قال : فأرسل إلى علي - رضي الله عنه - فسأله ، فقال له كما قال زيد ، إلا أنه جعل سيلا سال ، فانشعبت منه شعبة ، ثم انشعبت منه شعبتان ، فقال : أرأيت لو أن هذه الشعبة الوسطى رجع ، أليس إلى الشعبتين جميعا ، فقام عمر - رضي الله عنه - فخطب الناس ، فقال : هل منكم من أحد سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الجد في فريضة ؟ فقام رجل فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكرت له فريضة فيها ذكر الجد ، فأعطاه الثلث ، فقال : من كان معه من الورثة ؟ قال : لا أدري ، قال : لا دريت ، ثم خطب الناس ، فقال : هل أحد منكم سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر الجد في فريضة ؟ فقام رجل ، فقال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكرت له فريضة فيها ذكر الجد ، فأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السدس ، قال : من كان معه من الورثة ، قال : لا أدري ، قال : لا دريت . ( قال الشعبي ) : وكان زيد بن ثابت يجعله أخا ، حتى يبلغ ثلاثة هو ثالثهم ، فإذا زادوا على ذلك ، أعطاه الثلث ، وكان علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يجعله أخا ، حتى يبلغ ستة هو سادسهم ، فإذا زادوا على ذلك ، أعطاه السدس .

التالي السابق


الخدمات العلمية