صفحة جزء
12384 ( أخبرنا ) أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا أحمد بن منصور ، ثنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة - رضي الله عنها - أن فاطمة والعباس - رضي الله عنهما - أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر ، فقال لهما أبو بكر : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : لا نورث ، ما تركناه صدقة ، إنما يأكل آل محمد في هذا المال ، والله إني لا أدع أمرا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنعه بعد إلا صنعته ، قال : فغضبت فاطمة - رضي الله عنها - وهجرته فلم تكلمه حتى ماتت ، فدفنها علي - رضي الله عنه - ليلا ، ولم يؤذن بها أبا بكر - رضي الله عنه - قالت عائشة - رضي الله عنها - : فكان لعلي - رضي الله عنه - من الناس وجه حياة فاطمة - رضي الله عنها - فلما توفيت فاطمة - رضي الله عنها - انصرف وجوه الناس عنه عند ذلك ، قال معمر : قلت للزهري : كم مكثت فاطمة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ستة أشهر ، فقال رجل للزهري : فلم يبايعه علي - رضي الله عنه - حتى ماتت فاطمة - رضي الله عنها - قال : ولا أحد من بني هاشم . رواه البخاري في الصحيح من وجهين عن معمر ، ورواه مسلم عن إسحاق بن راهويه وغيره عن عبد الرزاق . وقول الزهري في قعود علي عن بيعة أبي بكر - رضي الله عنه - حتى توفيت فاطمة - رضي الله عنها - منقطع ، وحديث أبي سعيد - رضي الله عنه - في مبايعته إياه حين بويع بيعة العامة بعد السقيفة أصح ، ولعل الزهري أراد قعوده عنها بعد البيعة ، ثم نهوضه إليها ثانيا ، وقيامه بواجباتها ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية