صفحة جزء
12597 ( أخبرنا ) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد ، أنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب بن سفيان ، حدثني عبد الله بن عثمان ( ح وأنبأ ) أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب بن فضيل التاجر وأبو محمد الحسن بن محمد بن حليم المروزي قالا : ثنا أبو الموجه محمد بن عمرو ، أنبأ عبد الله بن عثمان بن جبلة ، أنا عبد الله بن المبارك ، أنا يونس بن يزيد ، عن الزهري ، أخبرني علي بن الحسين أن حسين بن علي أخبره أن عليا - رضي الله عنه - قال : كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر ، وكان رسول الله - صلى الله [ ص: 342 ] عليه وسلم - أعطاني شارفا من الخمس يومئذ ، فلما أردت أن أبني بفاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واعدت رجلا صواغا من بني قينقاع ، أن يرتحل معي ، فنأتي بإذخر أردت أن أبيعه من الصواغين ، فأستعين به في وليمة عرسي ، فبينا أنا أجمع لشارفي متاعا من الأقتاب والغرائر والحبائل ، وشارفاي مناختان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار ، فرجعت حين جمعت ما جمعت ، فإذا شارفاي قد اجتبت أسنمتهما ، وبقرت خواصرهما ، وأخذ من أكبادهما ، فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر منهما ، فقلت : من فعل هذا ؟ فقالوا : فعله حمزة بن عبد المطلب ، وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار ، غنته قينة وأصحابه ، فقالت في غنائها : ألا يا حمز للشرف النواء وهن معقلات بالفناء ( فقام حمزة ) إلى السيف فاجتب أسنمتهما ، وبقر خواصرهما ، وأخذ من أكبادهما ، قال : قال علي : فانطلقت ، حتى أدخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده زيد بن حارثة - فعرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجهي الذي لقيت ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ماذا ؟ قلت : يا رسول الله ، ما رأيت كاليوم قط ، عدا حمزة على ناقتي ، واجتب أسنمتهما ، وبقر خواصرهما ، وها هو ذا معه شرب ، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بردائه ، فارتدى ، ثم انطلق يمشي ، واتبعته أنا وزيد بن حارثة ، حتى جاء البيت الذي فيه حمزة ، فاستأذن ، فأذنوا له ، فإذا هم شرب ، فطفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلوم حمزة فيما فعل ، وإذا حمزة ثمل محمرة عيناه ، فنظر حمزة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم صعد النظر ، فنظر إلى ركبته ، ثم صعد النظر ، فنظر إلى سرته ، ثم صعد النظر ، فنظر إلى وجهه ، ثم قال حمزة : وهل أنتم إلا عبيد لأبي ؟ فعرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه ثمل ، فنكص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عقبيه القهقرى ، فخرج وخرجنا معه . رواه البخاري في الصحيح عن عبدان .

التالي السابق


الخدمات العلمية