صفحة جزء
12637 ( وأخبرنا ) أبو بكر أحمد بن علي ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا زيد بن حباب ، حدثني أبو معشر قال : حدثني عمر مولى غفرة وغيره قال : لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء مال من البحرين ، قال أبو بكر : من كان له على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيء ، أو عدة فليقم فليأخذ ، فقام جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - فقال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إن جاءني مال من البحرين لأعطينك هكذا وهكذا . ثلاث مرات ، وحثى بيده ، فقال له أبو بكر - رضي الله عنه - : قم فخذ بيدك ، فأخذ فإذا هن خمسمائة ، فقال : عدوا له ألفا ، وقسم بين الناس عشرة دراهم عشرة دراهم ، وقال : إنما هذه مواعيد وعدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس ، حتى إذا كان عام مقبل ، جاء مال أكثر من ذلك المال ، فقسم بين الناس عشرين درهما عشرين درهما ، وفضلت منه فضلة ، فقسم للخدم خمسة دراهم خمسة دراهم ، وقال : إن لكم خدما يخدمونكم ويعالجون لكم ، فرضخنا لهم ، فقالوا : لو فضلت المهاجرين والأنصار لسابقتهم ولمكانهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : أجر أولئك على الله ، إن هذا المعاش الأسوة فيه خير من الأثرة . فعمل بهذا ولايته ، حتى إذا كان سنة أراه ثلاث عشرة في جمادى الآخر من ليال بقين منه مات ، فولي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ففتح الفتوح ، وجاءته الأموال ، فقال : إن أبا بكر - رضي الله عنه - رأى في هذا المال رأيا ، ولي فيه رأي آخر ، لا أجعل من قاتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كمن قاتل معه ، ففرض للمهاجرين والأنصار ممن شهد بدرا خمسة آلاف خمسة آلاف ، وفرض لمن كان له إسلام كإسلام أهل بدر ولم يشهد بدرا أربعة آلاف أربعة آلاف ، وفرض لأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - اثني عشر ألفا اثني عشر ألفا ، إلاصفية وجويرية فرض لهما ستة آلاف ، فأبتا أن تقبلا ، فقال لهما : إنما فرضت لهن للهجرة ، فقالتا : إنما فرضت لهن لمكانهن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان لنا مثله ، فعرف ذلك عمر - رضي الله عنه - ففرض لهما اثني عشر ألفا اثني عشر ألفا ، وفرض للعباس - رضي الله عنه - اثني عشر ألفا ، وفرض لأسامة بن زيد أربعة آلاف ، وفرض لعبد الله بن عمر ثلاثة آلاف ، فقال : يا أبت لم زدته علي ألفا ؟ ما كان لأبيه من الفضل ما لم يكن لأبي ، وما كان له ما لم يكن لي ، فقال : إن أبا أسامة كان أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أبيك ، وكان أسامة أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منك ، وفرض للحسن والحسين - رضي الله عنهما - خمسة آلاف خمسة آلاف ، ألحقهما بأبيهما لمكانهما من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفرض لأبناء المهاجرين والأنصار ألفين ألفين ، فمر به عمر بن أبي سلمة فقال : زيدوه ألفا ، فقال له محمد بن عبد الله بن جحش : ما كان لأبيه ما لم يكن لآبائنا ، وما كان له ما لم يكن لنا قال : إني فرضت له بأبيه أبي سلمة ألفين ، وزدته بأمه أم سلمة ألفا ، فإن كانت لك أم مثل أمه زدتك ألفا ، وفرض لأهل مكة والناس ثمانمائة ، فجاءه طلحة بن عبيد الله بأخيه عثمان ، ففرض له ثمانمائة ، فمر به النضر بن أنس ، فقال عمر : افرضوا له في ألفين ، فقال له طلحة : جئتك بمثله ففرضت له ثمانمائة ، وفرضت لهذا ألفين ، فقال : إن أبا هذا لقيني يوم أحد ، فقال لي : ما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقلت : ما أراه إلا قد قتل ، فسل سيفه وكسر غمده فقال : إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قتل فإن الله حي لا يموت ، فقاتل حتى قتل ، وهذا يرعى الشاء في مكان كذا وكذا .

التالي السابق


الخدمات العلمية