صفحة جزء
16415 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر : أحمد بن الحسن القاضي ، قالا : ثنا أبو العباس : محمد بن يعقوب ، ثنا جعفر بن محمد الصائغ ، ثنا يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي ، ثنا أبي ، عن غيلان بن جامع ، عن علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه قال : جاء ماعز بن مالك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : يا رسول الله ، طهرني . فقال : " ويحك ، ارجع فاستغفر الله وتب إليه " . قال : فرجع غير بعيد ، ثم جاء ، فقال : يا رسول الله ، طهرني فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ويحك ، ارجع فاستغفر الله وتب إليه " . قال : فرجع غير بعيد ، ثم جاء ، فقال : يا رسول الله ، طهرني . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك حتى إذا كانت الرابعة قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " مم أطهرك ؟ " . فقال : من الزنا فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أبه جنون ؟ " . فأخبر أن ليس بمجنون . فقال : " أشرب خمرا ؟ " . فقام رجل فاستنكهه فلم يجد منه ريح خمر ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أثيب أنت ؟ " . قال : نعم . فأمر به فرجم ، فكان الناس فيه فريقين : تقول فرقة : لقد هلك ماعز على أسوأ عمله ، لقد أحاطت به خطيئته . وقائل يقول : أتوبة أفضل من توبة ماعز أن جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضع يده في يديه فقال : اقتلني بالحجارة . قال : فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة ، ثم جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم جلوس فسلم ، ثم قال : " استغفروا لماعز بن مالك " . قال : فقالوا : يغفر الله لماعز بن مالك . قال : فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتها " . قال : ثم جاءته امرأة من غامد من الأزد قالت : يا رسول الله ، طهرني قال : " ويحك ، ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه " . قالت : لعلك تريد أن ترددني كما رددت ماعز بن مالك . قال : " وما ذاك ؟ " . قالت : إنها حبلى من الزنا . فقال : " أثيب أنت ؟ " . قالت : نعم . قال : " إذا لا نرجمك حتى تضعي ما في بطنك " . قال : فكفلها رجل من الأنصار حتى وضعت ، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : قد وضعت الغامدية . فقال : " إذا لا نرجمها وندع ولدها صغيرا ليس له من يرضعه " . فقام رجل من الأنصار فقال : إلي رضاعه يا نبي الله ، فرجمها . رواه مسلم في الصحيح ، عن أبي كريب ، عن يحيى بن يعلى .

التالي السابق


الخدمات العلمية