صفحة جزء
17473 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالا : ثنا أبو العباس : محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، ثنا سعيد المقبري ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : كان إسلام ثمامة بن أثال الحنفي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا الله حين عرض لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما عرض له أن يمكنه الله منه ، وكان عرض له وهو مشرك فأراد قتله ، فأقبل ثمامة معتمرا وهو على شركه حتى دخل المدينة ، فتحير فيها حتى أخذ وأتي به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر به ، فربط إلى عمود من عمد المسجد ، فخرج عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " ما لك يا ثمام ، هل أمكن الله منك ؟ " قال : وقد كان ذلك يا محمد ، إن تقتل تقتل ذا دم ، وإن تعف تعف عن شاكر ، وإن تسأل مالا تعطه ، فمضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتركه حتى إذا كان الغد مر به ، فقال : " ما لك يا ثمام ؟ " فقال : خيرا يا محمد ، إن تقتل تقتل ذا دم ، وإن تعف تعف عن شاكر ، وإن تسأل مالا تعطه ، ثم انصرف عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أبو هريرة - رضي الله عنه - فجعلنا المساكين نقول بيننا : ما نصنع بدم ثمامة ؟ ! ! ! والله لأكلة من جزور سمينة من فدائه أحب إلينا من دم ثمامة ، فلما كان الغد مر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " ما لك يا ثمام ؟ " فقال : خيرا يا محمد ، إن تقتل تقتل ذا دم ، وإن تعف تعف عن شاكر ، وإن تسأل مالا تعطه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " أطلقوه فقد عفوت عنك يا ثمام " . فخرج ثمامة حتى أتى حائطا من حيطان المدينة فاغتسل فيه وتطهر وطهر ثيابه ، ثم جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس في المسجد في أصحابه ، فقال : يا محمد ، والله لقد كنت وما وجه أبغض إلي من وجهك ، ولا دين أبغض إلي من دينك ، ولا بلد أبغض إلي من بلدك ، ثم لقد أصبحت وما وجه أحب إلي من وجهك ، ولا دين أحب إلي من دينك ، ولا بلد أحب إلي من بلدك ؛ وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، يا رسول الله ، إني كنت قد خرجت معتمرا وأنا على دين قومي فبشرني صلى الله عليك في عمرتي ، فبشره وعلمه ، فخرج معتمرا ، فلما قدم مكة وسمعته قريش يتكلم بأمر محمد من الإسلام قالوا : صبأ ثمامة فأغضبوه ، فقال : إني والله ما صبوت ولكني أسلمت ، وصدقت محمدا ، وآمنت به . وايم الذي نفس ثمامة بيده لا تأتيكم حبة من اليمامة - وكانت ريف مكة - ما بقيت حتى يأذن فيها محمد - صلى الله عليه وسلم - وانصرف إلى بلده ، ومنع الحمل إلى مكة حتى جهدت قريش ، فكتبوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسألونه بأرحامهم أن يكتب إلى ثمامة يخلي إليهم حمل الطعام ، ففعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية