صفحة جزء
17534 ( وأما تاريخ قتل ابن أبي الحقيق وتاريخ عمرته فقد أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس : محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق هو ابن يسار ، قال : فلما انقضى أمر الخندق وأمر بني قريظة وكان أبو رافع سلام بن أبي الحقيق ممن كان حزب الأحزاب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استأذنت الخزرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قتل سلام بن أبي الحقيق وكان بخيبر ، فأذن لهم فيه ، قال : ثم غزا بني المصطلق في شعبان سنة ست ، ثم خرج في ذي القعدة معتمرا عام الحديبية .

( قال الشيخ ) : ثم كانت عمرته التي تسمى عمرة القضاء ، ثم عمرة الجعرانة ، ثم عمرته في سنة حجته ، كلهن بعد ذلك ، وقتل ابن أبي الحقيق كان قبلهن ، فكيف يكون نهيه في قصة ابن أبي الحقيق عن قتل النساء والولدان ناسخا لحديث الصعب بن جثامة الذي كان بعده ؟ ! ! ! وزعموا أنه هاجر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومات في خلافة أبي بكر - رضي الله عنه - فإن كان سماعه الحديث من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ما هاجر ، فيكون ذلك أيضا بعد قصة ابن أبي الحقيق ؛ فإن في حديث الهدنة ما دل على أنه أول ما التقى بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فيكون وجه الحديثين ما أشار إليه الشافعي - رحمه الله - من اختلاف الحالين . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية