صفحة جزء
17581 ( وأخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ، ثنا أحمد بن سلمة ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنبأ أبو عامر العقدي ، ثنا عكرمة بن عمار اليمامي ، عن إياس بن سلمة ، عن أبيه - فذكر الحديث في الحديبية ورجوعهم إلى المدينة ، قال : فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ظهرا مع رباح غلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : وخرجت معه بفرس طلحة أبديه مع الظهر ، فلما أصبحنا إذا عبد الرحمن بن عيينة قد أغار على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستاقه أجمع ، وقتل راعيه فقلت : يا رباح خذ هذا الفرس فأبلغه طلحة بن عبيد الله ، وأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن المشركين قد أغاروا على سرحه ، قال : ثم قمت على ثنية فاستقبلت المدينة ، فناديت ثلاثة أصوات يا صباحاه ، قال : ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل وأرتجز : أنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع قال : فأرمي رجلا فأضع السهم حتى يقع في كتفه وقلت : خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع .

قال : فوالله ما زلت أرميهم ، وأعقر بهم ، فإذا رجع إلي فارس أتيت شجرة فجلست في أصلها ، فرميته فعقرت به ، فإذا تضايق الجبل فدخلوا في متضايق رقيت الجبل ، ثم جعلت أرديهم بالحجارة ، قال : فما زلت كذلك أتبعهم حتى ما خلق الله بعيرا من ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا جعلته وراء ظهري ، وخلوا بيني وبينه . وذكر الحديث إلى أن قال : فما برحت مكاني حتى نظرت إلى فوارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخللون الشجر ، وإذا أولهم الأخرم الأسدي ، وعلى إثره أبو قتادة الأنصاري ، وعلى إثره المقداد بن الأسود الكندي ، فأخذت بعنان فرس الأخرم ، قلت يا أخرم ، إن القوم قليل فاحذرهم لا يقتطعونك حتى يلحق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، فقال : يا سلمة ، إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر وتعلم أن الجنة حق والنار حق فلا تحل بيني وبين الشهادة ، فخليته فالتقى هو وعبد الرحمن بن عيينة ، فعقر الأخرم بعبد الرحمن فرسه ، وطعنه عبد الرحمن فقتله ، وتحول عبد الرحمن على فرسه فلحق أبو قتادة عبد الرحمن فطعنه فقتله ، وعقر به عبد الرحمن ، فتحول أبو قتادة على فرس الأخرم وخرجوا هاربين - وذكر الحديث . رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم .

التالي السابق


الخدمات العلمية