صفحة جزء
19361 ( أخبرنا ) محمد بن عبد الله الحافظ ، ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق ، أنبأ محمد بن غالب ، ثنا الحسن بن عمر بن شقيق ، ثنا سلمة بن الفضل ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير قال : بلغ عائشة - رضي الله عنها - أن أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لأن أمتع بسوط في سبيل الله ، أحب إلي من أعتق ولد الزنا " . وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ولد الزنا شر الثلاثة ، وإن الميت يعذب ببكاء الحي " . فقالت عائشة - رضي الله عنها : رحم الله أبا هريرة ، أساء سمعا ، فأساء إجابة . لأن أمتع بسوط في سبيل الله ، أحب إلي من أن أعتق ولد الزنا . إنها لما نزلت ( فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة ) قيل : يا رسول الله ، ما عندنا ما نعتق إلا أن أحدنا له الجارية السوداء تخدمه ، وتسعى عليه ، فلو أمرناهن فزنين ، فجئن بأولاد فأعتقناهم . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لأن أمتع بسوط في سبيل الله ، أحب إلي من أن آمر بالزنا ، ثم أعتق الولد " . وأما قوله : " ولد الزنا شر الثلاثة " ، فلم يكن الحديث على هذا ، إنما كان رجل من المنافقين يؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال " من يعذرني من فلان ؟ " قيل : يا رسول الله ، إنه مع ما به ولد الزنا . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " هو شر الثلاثة " . والله - تعالى - يقول : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) . وأما قوله " إن الميت ليعذب ببكاء الحي " ، فلم يكن الحديث على هذا ، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بدار رجل من اليهود قد مات ، وأهله يبكون عليه ، فقال : " إنهم ليبكون عليه ، وإنه ليعذب " ، والله - عز وجل - يقول : ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )

سلمة بن الفضل الأبرش يروي مناكير .

( وقد روي ) عن أبي سليمان الشامي وهو برد بن سنان ، عن الزهري ، عن عائشة - رضي الله عنها - مرسلا في إعتاق ولد الزنا ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية