صفحة جزء
991 ( أخبرنا ) أبو بكر : أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي الحافظ ، ببغداد ، أنا أبو العباس : محمد بن أحمد النيسابوري ، وهو أخو أبي عمرو بن حمدان ، ثنا محمد بن أيوب ، أنا أبو الوليد ، ثنا سلم بن زرير ، قال : سمعت أبا رجاء يقول : ثنا عمران بن حصين : أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسير فأدلجوا ليلتهم حتى إذا كانوا في وجه الصبح عرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فغلبتهم أعينهم حتى ارتفعت الشمس ، فكان أول من استيقظ من منامه أبو بكر ، وكان لا يوقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من منامه أحد حتى يستيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستيقظ عمر فقعد عند رأسه ، فجعل يكبر ويرفع صوته حتى استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما استيقظ رأى الشمس قد بزغت قال : " ارتحلوا " . فسار بنا حتى ابيضت الشمس ، فنزل فصلى ، فاعتزل رجل من القوم فلم يصل معنا ، فلما انصرف قال : " يا فلان ما منعك أن تصلي معنا ؟ " . قال يا رسول الله إنما أصابتني جنابة . فأمره أن يتيمم بالصعيد ثم صلى ، وعجلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ركوب بين يديه لطلب الماء ، وكنا قد عطشنا عطشا شديدا ، فبينما نحن نسير إذا نحن بامرأة سادلة رجليها بين مزادتين ، فقلنا لها : أين الماء ؟ فقالت : أيهاه أيهاه لا ماء . فقلنا : كم بين أهلك وبين الماء ؟ قالت : يوم وليلة . قلنا : انطلقي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فقالت : وما رسول الله ؟ فلم نملكها من أمرها شيئا حتى استقبلنا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحدثته بمثل الذي حدثتنا غير أنها حدثته أنها مؤتمة ، فأمر بمزادتيها فمج في العزلاوين العلياوين ، فشربنا عطاشا أربعين رجلا حتى روينا وملأنا كل قربة معنا وإداوة ، وغسلنا صاحبنا ، غير أنا لم نسق بعيرا وهي تكاد تنض من الملء ، ثم قال لنا : " هاتوا ما عندكم " . فجمعنا لها من الكسر والتمر حتى صر لها صرة فقال لها : " اذهبي فأطعمي هذا عيالك ، واعلمي أنا لم نرزأ من مائك شيئا " . فلما أتت أهلها قالت : لقد لقيت أسحر الناس أو هو نبي كما زعموا . فهدى الله ذلك الصرم بتلك المرأة فأسلمت وأسلموا . رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد ، ورواه مسلم عن أحمد بن سعيد ، عن عبيد الله بن عبد المجيد ، عن سلم بن زرير .

التالي السابق


الخدمات العلمية