صفحة جزء
وقعة خيبر

9738 عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري قال : لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى المدينة فغزا خيبر من الحديبية ، فأنزل الله عليه وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه إلى ويهديكم صراطا مستقيما فلما فتحت خيبر جعلها لمن غزا معه الحديبية ، وبايع تحت الشجرة ممن كان غائبا وشاهدا ، من أجل أن الله كان وعدهم إياها ، وخمس رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر ، مم قسم سائرها مغانم بين من شهدها من المسلمين ، ومن غاب عنها من أهل الحديبية .

ولم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا لأصحابه عمال يعملون خيبر ، ولا يزرعونها
.

قال الزهري : فأخبرني سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا [ ص: 373 ] يهود خيبر ، وكانوا خرجوا على أن يسيروا منها ، فدفع إليهم خيبر على أن يعملوها على النصف فيؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أصحابه ، وقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أقركم على ذلك ما أقركم الله " فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إليهم عبد الله بن رواحة الأنصاري ، فيخرص عليهم النخل حين يطيب أول شيء من تمرها ، قبل أن يؤكل منه شيء ، ثم يخير اليهود أيأخذونها بذلك الخرص أم يدفعونها بذلك الخرص ؟

قال الزهري : ثم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة من المدة التي كانت بينه وبين قريش ، وخلوها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخلفوا حويطب بن عبد العزى القرشي ثم العدوي ، وأمروا إذا طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ، أن يأتيه فيأمره أن يرتحل ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم صالحهم على أن يمكث ثلاثا يطوف بالبيت ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حويطب بعد ثلاث ، فكلمه في الرحيل فارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلا إلى المدينة ، ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتح : فتح مكة .

قال الزهري : فأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في شهر رمضان من المدينة معه عشرة آلاف من المسلمين ، وذلك على رأس ثمان سنين ونصف من مقدمه المدينة ، فسار بمن معه من المسلمين إلى مكة يصوم ويصومون حتى بلغ الكديد ، وهو ما بين عسفان وقديد فأفطر وأفطر المسلمون [ ص: 374 ] معه فلم يصوموا من بقية رمضان شيئا .

قال الزهري : فكان الفطر آخر الأمرين ، وإنما يؤخذ من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الآخر فالآخر قال : ففتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ليلة ثلاث عشرة خلت من رمضان .

التالي السابق


الخدمات العلمية