صفحة جزء
645 - قصة بناء البيت وتعميره مرارا

1727 - حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، ثنا [ ص: 111 ] سريج بن النعمان الجوهري ، ثنا حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب ، عن خالد بن عرعرة قال : لما قتل عثمان ذعر الناس في ذلك اليوم ذعرا شديدا ، وكان سل السيف فينا عظيما ، فقعدت في بيتي ، فعرضت لي حاجة في السوق فخرجت ، فإذا في ظل القصر بنفر جلوس نحوا من أربعين رجلا ، وإذا سلسلة معروضة على الباب ، فأردت أن أدخل فمنعني البواب ، فقال القوم : دع الرجل ، فدخلت فإذا أشراف الناس ووجوههم ، فجاء رجل جميل في حلة ليس عليه قميص ولا عمامة ، فقعد ، فإذا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ، ثم قال : إن إبراهيم لما أراد بناء البيت ضاق به ذرعا ، فلم يدر ما يصنع ، فأرسل الله السكينة : وهي ريح خجوج ، فانطوت فجعل يبني عليها كل يوم ساقا ومكة شديدة الحر ، فلما بلغ موضع الحجر قال لإسماعيل اذهب فالتمس حجرا فضعه هاهنا ، فجعل يطوف بالجبال فجاءه جبريل بالحجر ، فوضعه فجاء إسماعيل ، فقال : من جاء بهذا ؟ - أو من أين هذا ؟ ، أو من أين أتي بهذا ؟ - فقال : جاء به من لم يتكل على بنائي وبنائك فبناه ، ثم انهدم ، فبنته العمالقة ، ثم انهدم فبنته جرهم ، ثم انهدم فبنته قريش ، فلما أرادوا أن يضعوا الحجر تشاجروا في وضعه ، فقال : أول من يخرج من هذا الباب فهو يضعه ، " فخرج رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من قبل باب بني شيبة ، فأمر بثوب فبسط فوضع الحجر في وسطه ، ثم أمر رجلا من كل فخذ من أفخاذ قريش أن يأخذ بناحية الثياب ، فأخذه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بيده فوضعه " .

قد اتفق الشيخان على إخراج الحديث الطويل عن أيوب السختياني ، وكثير بن كثير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قصة بناء الكعبة أول ما بناه إبراهيم الخليل عليه السلام ، وهذا غير ذاك .

التالي السابق


الخدمات العلمية