صفحة جزء
3356 \ 303 - نا محمد بن إسماعيل الفارسي ، نا إسحاق بن إبراهيم ، نا عبد الرزاق ، نا معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : كان رجل أسود يأتي أبا بكر ، فيدنيه ويقرئه القرآن ، حتى بعث ساعيا أو قال : سرية ، فقال : أرسلني معه ، قال : بل تمكث عندنا ، فأبى فأرسله معه ، واستوصاه به خيرا ، فلم يغبره عنه إلا قليلا ، حتى جاء قد قطعت يده ، فلما رآه أبو بكر فاضت عيناه ، فقال : ما شأنك ؟ قال : ما زدت على أنه كان يوليني شيئا من عمله ، فخنته فريضة واحدة ؛ فقطع يدي ، فقال أبو بكر : تجدون الذي قطع هذا يخون أكثر من عشرين فريضة ، والله لئن كنت صادقا لأقيدنك به ، قال ثم أدناه ، ولم يحول منزلته التي كانت له منه ، قال : فكان الرجل يقوم بالليل فيقرأ ، فإذا سمع أبو بكر صوته ، قال يا لله لرجل قطع هذا ، قال : فلم يغبر إلا قليلا ، حتى فقد آل أبي بكر حليا لهم ومتاعا ، فقال أبو بكر : طرق الحي الليلة ، فقام الأقطع فاستقبل القبلة ورفع يده الصحيحة ، والأخرى التي قطعت ، فقال : اللهم أظهر علي من سرقهم ، أو نحو هذا ، وكان معمر ربما قال : اللهم أظهر علي من سرق أهل هذا البيت الصالحين ، قال : فما انتصف النهار حتى عثروا على المتاع عنده ، فقال له أبو بكر : ويلك إنك لقليل العلم بالله . فأمر به فقطعت رجله . قال معمر : وأخبرني أيوب ، عن نافع عن ، ابن عمر : نحوه . إلا أنه قال : كان إذا سمع أبو بكر صوته من الليل ، قال : ما ليلك بليل سارق .

التالي السابق


الخدمات العلمية