483 486 - ( مالك ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة ) بصادين قبل كل عين مهملات الأنصاري المازني ، ثقة ، مات في خلافة المنصور ( عن أبيه ) عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة التابعي الثقة ، قال الحافظ : هذا هو المحفوظ . ورواه جماعة عن مالك فقالوا : عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، أخرجه النسائي والإسماعيلي والدارقطني ، وقالوا : الصواب الأول .
( عن أبي سعيد ) سعد بن مالك بن سنان ( الخدري أنه سمع رجلا ) هو قتادة بن النعمان أخو أبي سعيد لأمه كما رواه أحمد وغيره ، وبه جزم ابن عبد البر وكانا متجاورين ، وفي رواية التنيسي عن أبي سعيد أن رجلا سمع رجلا فكأنه أبهم نفسه وأخاه ( يقرأ قل هو الله أحد ) كلها حال كونه ( يرددها ) ; لأنه لم يحفظ غيرها أو لما رجاه من فضلها وبركتها ، قاله أبو عمر ( فلما أصبح ) أبو سعيد ( غدا إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فذكر ذلك ) الذي سمعه ( له وكان ) فعل ماض ، وبشد النون ( الرجل ) بالنصب والرفع الذي جاء وذكر ، وهو أبو سعيد ( يتقالها ) بشد اللام أي يعتقد أنها قليلة في العمل لا في التنقيص ، وللدارقطني من طريق إسحاق بن الطباع nindex.php?page=hadith&LINKID=10352374عن مالك فقال : إن لي جارا يقوم بالليل فما يقرأ إلا بقل هو الله أحد ( فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن ) باعتبار معانيه ; لأنه أحكام وأخبار وتوحيد فاشتملت على الثاني فهي ثلثه بهذا الاعتبار .
واعترضه ابن عبد البر بأن في القرآن آيات كثيرة أكثر مما فيها من التوحيد كآية الكرسي وآخر الحشر ولم يرد فيها ذلك . وأجاب أبو العباس القرطبي بأنها اشتملت على اسمين من [ ص: 28 ] أسماء الله تعالى متضمنين جميع أوصاف الكمال لم يوجدا في غيرها من السور وهما : الأحد الصمد ; لأنهما يدلان على أحدية الذات المقدسة الموصوفة بجميع أوصاف الكمال ; لأن الأحد يشعر بوجوب الخاص الذي لا يشارك فيه غيره ، والصمد يشعر بجميع أوصاف الكمال ; لأنه الذي انتهى مورده ، فكان يرجع مرجع الطلب منه وإليه ، ولا يتم ذلك على وجه التحقيق إلا لمن حاز جميع فضائل الكمال وذلك لا يصلح إلا لله تعالى ، فلما اشتملت هذه السورة على معرفة الذات المقدسة كانت بالنسبة إلى تمام معرفة الذات وصفات الفعل ثلثا .
وقال قوم : معناه تعدل ثلث القرآن في الثواب ، وضعفه ابن عقيل بحديث : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10352375من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات " . وقال إسحاق بن راهويه : ليس المراد أن من قرأها ثلاث مرات كمن قرأ القرآن جميعه هذا لا يستقيم ولو قرأها مائتي مرة . قال ابن عبد البر : فلم يبق إلا أنها تعدل ثلثه في الثواب لا أن من قرأها ثلاثا كمن قرأه كله ، وهذا ظاهر الحديث . وقيل : معناه أن الرجل لم يزل يرددها حتى بلغ ترديده لها بالكلمات والحروف والآيات ثلث القرآن ، وهذا تأويل بعيد عن ظاهر الحديث ، ثم قال : السكوت في هذه المسألة وشبهها أفضل من الكلام فيها وأسلم ، قال السيوطي : وإلى هذا نحا جماعة كابن حنبل وابن راهويه ، وأنه من المتشابه الذي لا يدرى معناه وإياه أختار ، انتهى .
وقال الباجي : يحتمل أنها تعدل ثلثه لمن لا يحسن غيرها ومنعه من تعلمه عذر . ويحتمل أن أجرها مع التضعيف يعدل أجر ثلث القرآن بلا تضعيف .
ويحتمل أن الاعتناء لذلك القاري أو القارئ على صفة ما من الخشوع والتدبر وتجديد الإيمان مثل أجر من قرأ ثلث القرآن على غير هذه الصفة ، والله يضاعف لمن يشاء .
قال عياض : ومعنى بلا تضعيف أي ثواب ختمة ليس فيها ( قل هو الله أحد ) ، قال الأبي : يريد أنها إن كانت فيها تسلسل . وفي مسلم والترمذي عن أبي هريرة : قال ، صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10352377احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن ، فحشد من حشد ، ثم خرج نبي الله فقرأ : ( قل هو الله أحد ) ، ثم دخل ، فقال بعض لبعض : أرى هذا خبرا جاءه من السماء فذاك الذي أدخله ، ثم خرج نبي الله فقال : " إني قلت لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن ألا إنها تعدل ثلث القرآن " . وإذا حمل على ظاهره فهل ذلك الثلث معين أو أي ثلث كان ، فيه نظر ، وعلى الثاني من قرأها ثلاثا كان كمن قرأ ختمة كاملة . وهذا الحديث رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف ، وفي الأيمان والنذور عن عبد الله بن مسلمة كلاهما عن مالك به