510 513 - ( مالك ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحي ) بضم المهملة وفتح النون وكسر الموحدة ، نسبة إلى صنابح بطن من مراد ، هكذا قال جمهور الرواة عن مالك ، عبد الله بلا أداة كنية ، وقالت طائفة ، منهم : مطرف وإسحاق بن عيسى الطباع : عن أبي عبد الله الصنابحي بأداة الكنية ، قال ابن عبد الرحمن : وهو الصواب ، وهو عبد الرحمن بن عسيلة ، تابعي ثقة ، ورواه زهير بن محمد ، عن زيد ، عن عطاء ، عن عبد الله الصنابحي قال : سمعت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وهو خطأ فالصنابحي لم يلقه ، كذا قال تبعا لنقل الترمذي [ ص: 63 ] عن البخاري أن مالكا وهم في قوله عبد الله وإنما هو أبوه عبد الله واسمه عبد الرحمن تابعي ، قال في الإصابة : وظاهره أن عبد الله الصنابحي لا وجود له ، وفيه نظر فقد قال يحيى بن معين : عبد الله الصنابحي روى عنه المدنيون يشبه أن له صحبة ، وقال ابن السكن : يقال : له صحبة مدني ، ورواية مطرف والطباع عن مالك شاذة ، ولم ينفرد به مالك بل تابعه حفص بن ميسرة ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن عبد الله الصنابحي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ، فذكره ، وكذا زهير بن محمد عند ابن منده قال : وكذا تابعه محمد بن جعفر بن أبي كثير ، وخارجة بن مصعب الأربعة عن زيد . وأخرجه الدارقطني من طريق إسماعيل بن الحارث وابن منده من طريق إسماعيل الصائغ كلاهما عن مالك عن زيد به مصرحا فيه بالسماع . وروى زهير بن محمد وأبو غسان محمد بن مطرف ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء ، عن عبد الله الصنابحي ، عن عبادة حديثا آخر في الوتر أخرجه أبو داود ، فورود عبد الله الصنابحي في هذا الحديث من رواية هذين عن شيخ مالك بمثل روايته ، ومتابعة الأربعة له وتصريح اثنين منهما بالسماع يدفع الجزم بوهم مالك فيه ، انتهى ملخصا . وفيه إفادة أن زهير بن محمد لم ينفرد بتصريحه بالسماع فليس بخطأ كما زعم ابن عبد البر .
( nindex.php?page=hadith&LINKID=10352438أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان ) قال الخطابي : قيل معناه مقارنة الشيطان لها عند دنوها للطلوع والغروب ويؤيده قوله : ( فإذا ارتفعت فارقها ) وما بعده فنهي عن الصلاة في هذه الأوقات لذلك ، وقيل معنى قرنه قوته من قولك : أنا مقرن لهذا الأمر أي مطيق له قوي عليه ، وذلك أن الشيطان إنما يقوى أمره في هذه الأوقات ; لأنه يسول لعبدة الشمس أن يسجدوا لها في هذه الأوقات ، وقيل قرنه حزبه وأصحابه الذين يعبدون الشمس ، وقيل إن الشيطان يقابلها عند طلوعها وينتصب دونها حتى يكون طلوعها بين قرنيه وهما جانبا رأسه فينقلب سجود الكفار للشمس عبادة له ( ثم إذا استوت قارنها ) بالنون ( فإذا زالت فارقها ) بالقاف ، ولمسلم عن عقبة : وحين يقوم قائم الظهيرة حتى ترتفع ، وله عن عمرو بن عبسة : حتى يستقل الظل بالرمح فإذا أقبل الفيء فصل ، ولأبي داود حتى يعدل الرمح ظله ، ولابن ماجه والبيهقي عن أبي هريرة : حتى تستوي الشمس على رأسك كالرمح فإذا زالت فصل ، ولهذا قال الجمهور والأئمة الثلاثة بكراهة الصلاة عند الاستواء ، وقال مالك بالجواز مع روايته هذا الحديث . قال ابن عبد البر : فإما أنه لم يصح عنده ، أو رده بالعمل الذي ذكره بقوله : ما أدركت أهل الفضل إلا وهم يجتهدون ويصلون نصف النهار ، انتهى . والثاني أولى أو متعين فإن الحديث صحيح بلا شك إذ رواته ثقات مشاهير ، وعلى تقدير أنه مرسل فقد اعتضد بأحاديث عقبة وعمرو وقد صححهما مسلم كما رأيت [ ص: 64 ] وبحديث أبي هريرة : ( فإذا دنت للغروب قارنها ) بنون تليها هاء ( فإذا غربت فارقها ) بقاف قبل الهاء ( ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في تلك الساعات ) الثلاث نهي تحريم في الطرفين وكراهة في الوسط عند الجمهور في النافلة لا الفريضة ، وقالت طائفة من السلف بالإباحة مطلقا وأن أحاديث النهي منسوخة ، وبه قال داود وابن حزم وغيرهما من الظاهرية ، وحكي عن طائفة المنع مطلقا في جميع الصلوات ، وصح عن أبي بكرة وكعب بن عجرة منع صلاة الفرض في هذه الأوقات ، وقال الشافعي بجواز الفرائض وما له سبب من النوافل . وقال أبو حنيفة يحرم الجميع سوى عصر يومه ، وتحرم المنذورة أيضا ، وقال مالك وأحمد : يحرم النوافل دون الفرائض .