[ ص: 65 ] 512 515 - ( مالك ، عن العلاء بن عبد الرحمن ) بن يعقوب المدني ، صدوق . ( قال : دخلنا على أنس بن مالك بعد الظهر ) أي بعد ما صليناها ، ففي مسلم من طريق إسماعيل بن جعفر عن العلاء : أنه دخل على أنس في داره بالبصرة حين انصرف من الظهر وداره بجنب المسجد فلما دخلنا عليه قال : أصليتم العصر ؟ قلنا له : إنما انصرفنا الساعة من الظهر ( فقام يصلي العصر ) زاد إسماعيل : فقمنا فصلينا ( فلما فرغ من صلاته ذكرنا تعجيل الصلاة ) للعصر ( أو ذكرها ) شك الراوي ( فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : تلك ) أي الصلاة المؤخرة ( صلاة المنافقين ) لخروجها عن وقتها ، شبه فعلهم ذلك بفعل المنافقين الذين قال الله تعالى فيهم : ( يراءون الناس ) ( سورة النساء : الآية 142 ) ( تلك صلاة المنافقين ، تلك صلاة المنافقين ) ذكره ثلاثا لمزيد الاهتمام والزجر والتنفير عن إخراجها عن وقتها ( يجلس أحدهم ) غير مبال بها ، زاد إسماعيل : يرقب الشمس ( حتى إذا اصفرت الشمس وكانت بين قرني الشيطان ) أي جانبي رأسه ، يقال إنه ينتصب في محاذاتها عند الطلوع والغروب ، فإذا طلعت أو غربت كانت بين جانبي رأسه لتقع السجدة له إذا سجد عبدة الشمس لها ، وعلى هذا فقوله بين قرني الشيطان أي بالنسبة إلى من يشاهدها عند ذلك ، فلو شاهد الشيطان لرآه منتصبا عندها ، قاله الحافظ . ( أو على قرن ) بالإفراد على إرادة الجنس ، وفي نسخة قرني ( الشيطان ) شك الراوي هل قال بين أو على ؟ قال القاضي : معنى قرني الشيطان هنا يحتمل الحقيقة والمجاز ، وإلى الحقيقة ذهب الداودي وغيره ولا بعد فيه ، وقد جاءت آثار مصرحة بأنها تريد عند الغروب السجود لله تعالى فيأتي شيطان يصدها فتغرب بين قرنيه ويحرقه الله . وقيل معناه المجاز والاتساع وأن قرني الشيطان أو قرنه الأمة التي تعبد الشمس وتطيعه في الكفر بالله ، وأنها لما كانت يسجد لها ويصلي من يعبدها من الكفار حينئذ نهى عن التشبه بهم ، قال النووي : والصحيح الأول . ( قام فنقر أربعا ) أي أسرع الحركة فيها كنقر الطائر ( لا يذكر الله فيها إلا قليلا ) تصريح بذم من صلى مسرعا بحيث لا يكمل الخشوع والطمأنينة والأذكار ، وتصريح بذم تأخير العصر بلا عذر ، وقد تابع مالكا في هذا [ ص: 66 ] الحديث إسماعيل بن جعفر عن العلاء ، أخرجه مسلم بنحوه .