521 523 - ( مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب ) في طبقات ابن سعد عن الشعبي : إزار ورداء ولفافة ، وزاد ابن المبارك عن هشام : يمانية بخفة الياء نسبة إلى اليمن ( بيض ) فيستحب بياض الكفن ; لأن الله لم يكن ليختار لنبيه إلا الأفضل ، وروى أصحاب السنن عن ابن عباس مرفوعا : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10352450البسوا ثياب البياض فإنها أطهر وأطيب ، وكفنوا فيها موتاكم " صححه الترمذي والحاكم ، وله شاهد [ ص: 75 ] من حديث سمرة بن جندب نحوه بإسناد صحيح ، واستحب الحنفية أن يكون في إحداها ثوب حبرة لما في أبي داود عن جابر : " أنه صلى الله عليه وسلم كفن في ثوبين وبرد حبرة " وإسناده حسن ، لكن روى مسلم والترمذي عن عائشة أنهم نزعوها عنه ، قال الترمذي : وتكفينه في ثلاثة أثواب أصح ما ورد في كفنه ، وقال ابن عبد البر : هذا أثبت حديث في كفنه صلى الله عليه وسلم .
وقال عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة : " لف في برد حبرة جفف فيه ، ونزع عنه " وحديث الصحيحين عن أنس رضي الله عنه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10352453كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحبرة " وهي بكسر المهملة وفتح الموحدة ما كان من البرود مخططا لا دلالة فيه ; لأن كونه أحب في حال الحياة لا يقتضي أحبيته في الكفن ( سحولية ) بضم المهملتين ولام ، ويروى بفتح أوله ، نسبة إلى سحول قرية باليمن ، وقال الأزهري بالفتح المدينة وبالضم الثياب ، وقيل النسبة إلى القرية بالضم ، وأما الفتح فنسبة إلى القصار ; لأنه يسحل الثياب أي ينقيها قاله الحافظ . وقال النووي : بفتح السين وضمها والفتح أشهر ، وهي رواية الأكثرين ، انتهى .
زاد الثوري وابن المبارك عن هشام من كرسف بضم الكاف والسين أي قطن ، وبه رد تفسير ابن وهب وغيره السحول بالقطن ( ليس فيها قميص ولا عمامة ) معدودان من جملة الثلاثة بل زائدان عليها فلا يخالف قول مالك وأبي حنيفة باستحبابهما ، ويحتمل أن معناه لم يكن مع الثلاثة شيء غيرها ، وهو قول الشافعي والجمهور بعدم استحبابهما ، وإنما هو جائز ، وقال الحنابلة بالكراهة ، والنفي في الحديث نحو ما قيل في قوله تعالى : ( بغير عمد ترونها ) ( سورة الرعد : الآية 2 ) أي بغير عمد أصلا أو بعمد غير مرئية . وقال بعض الحنفية : معناه ليس فيها قميص جديد أو غسل فيه أو كفن فيه أو ملفوف الأطراف ، والحديث رواه البخاري عن إسماعيل وأصحاب السنن الثلاثة عن قتيبة كلاهما عن مالك به ، وتابعه السفيانان وابن المبارك ويحيى القطان وغيرهم كلهم عن هشام بنحوه في الصحيحين وغيرهما .