524 526 - ( مالك ، عن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يمشون أمام ) بالفتح قدام ( الجنازة ) مرسل عند جميع الرواة ، ووصله عن مالك خارج الموطأ يحيى بن [ ص: 78 ] صالح وعبد الله بن عون وحاتم بن سليمان وغيرهم ، عن مالك ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابنه ، وكذا وصله جماعة ثقات من أصحاب الزهري كابن أخيه وابن عيينة ومعمر ويحيى بن سعيد وموسى بن عتبة وزياد بن سعد وعباس بن الحسن ، على اختلاف على بعضهم ، ذكره ابن عبد البر ، ثم أسند هذه الروايات كلها ، ورواية ابن عيينة أخرجها أصحاب السنن الأربعة ، وقال الترمذي عقب إخراجها : كذا رواه غير واحد موصولا . ورواه معمر ويونس ومالك وغيرهم من الحفاظ عن الزهري مرسلا ، وأهل الحديث يرون أن المرسل أصح . وقال النسائي : هذا خطأ والصواب مرسل . قال ابن المبارك : الحفاظ عن ابن شهاب ثلاثة : مالك ومعمر وابن عيينة ، فإذا اتفق اثنان منهم على شيء وخالفهما الآخر تركنا قوله .
( والخلفاء ) بعدهم ، ودخل فيهم علي ، وما روي أنه مشى خلف جنازة والعمرين أمامهما ، فقيل له في ذلك فقال : فضل الماشي خلفها على الماشي أمامها كفضل صلاة المكتوبة على النافلة ، وأنهما ليعلمان ذلك ولكنهما سهلا على الناس ، وأنه قال : إذا شهدت جنازة فقدمها بين يديك فإنها موعظة وتذكرة وعبرة . وخبر أبي جحيفة مرفوعا : " الجنازة متبوعة وليست بتابعة وليس يتبعها من تقدمها " ، وخبر : " امشوا خلف الجنازة " فقال ابن عبد البر : هذه أحاديث وفية لا يقوم بأسانيدها حجة ، واختلف الصحابة والتابعون في ذلك ، والمشي أمامها أكثر عنهم وهو أفضل وبه قال الأئمة الثلاثة . وقال الأوزاعي وأبو حنيفة : المشي خلفها أفضل . وقال سفيان الثوري : كل ذلك في الفضل سواء ، ولا أعلم أحدا كره ذلك ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10352458من شيع جنازة وصلى عليها كان له قيراط من الأجر ، ومن قعد حتى تدفن كان له قيراطان " والقيراط كأحد ولم يخص الماشي خلفها أو أمامها . وقال الباجي : لا يقول أحد أن ذلك على الإباحة ، وإنما الخلاف هل المشي أمامها مشروع ، وهو قول الأئمة الثلاثة . وعلله بعض أصحابنا بأن الناس شفعاء له والشفيع يمشي بين يدي المشفوع له ، أو ممنوع ، والسنة المشي خلفها وبه قال أبو حنيفة .
( هلم جرا ) قال ابن الأنباري : معناه سيروا على هينتكم أي تثبتوا في سيركم ولا تجهدوا أنفسكم ، مأخوذ من الجر وهو أن يترك الإبل والغنم ترعى في السير ، قال : ونصب جرا على أنه مصدر في موضع الحال ، والتقدير هلم جارين أي متثبتين أو على المصدر ; لأن في هلم معنى جر ، فكأنه قيل : جروا جرا ، أو على التمييز ، زاد أبو حيان ، وأول من قاله عابد بن زيد قال :
فإن جاوزت مقفرة رمت بي إلى أخرى كتلك هلم جرا
وفي هذا البيت ونطق ابن شهاب به ، وهو من قريش الفصحاء ما يدفع توقف ابن هشام في كونه عربيا محضا ، ونقل السيوطي هنا كلامه برمته ( وعبد الله بن عمر ) كان أيضا يمشي أمامها ، وكان من أتبع الناس للسنة .