558 560 - ( مالك ، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ) فروخ المدني المعروف بربيعة الرأي ، ثقة ، فقيه مشهور ، مات سنة اثنين وثلاثين ومائة على الصحيح ، وقيل سنة ثلاث ، وقال الباجي سنة اثنين وأربعين ( عن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة ) هند بنت أمية ( زوج النبي صلى الله عليه وسلم ) تزوجها سنة أربع ، وقيل : ثلاث وماتت سنة اثنين وستين ، وقيل سنة إحدى ، وقيل قبل ذلك ، والأول أصح ، ولم يدركها ربيعة ، ولذا قال أبو عمر : هذا حديث يتصل من وجوه شتى إلا أن بعضهم يجعله nindex.php?page=showalam&ids=54لأم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم وبعضهم يجعله nindex.php?page=showalam&ids=54لأم سلمة عن أبي سلمة ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من أصابته ) وفي رواية لمسلم : " ما من مسلم تصيبه " ( مصيبة ) أي مصيبة كانت لقوله صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10352553كل شيء ساء المؤمن فهو مصيبة " رواه ابن السني ، قال الباجي : هذا اللفظ موضوع في أصل كلام العرب لكل من ناله شر أو خير ، ولكن يختص عرف الاستعمال بالرزايا والمكاره ( فقال كما أمره الله ) بالثناء والتبشير لقائله ، وذلك يقتضي ندبه والمندوب مأمور به على المختار في الأصول ( إنا لله ) ملكا وعبيدا يفعل بنا ما يشاء ( وإنا إليه راجعون ) في الآخرة فيجازينا . وفي مراسيل أبي داود : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10352554إن مصباح النبي صلى الله عليه وسلم طفي فاسترجع ، فقالت [ ص: 115 ] عائشة : إنما هذا مصباح فقال : كل ما ساء المؤمن فهو مصيبة ، وقال الباجي : لم يرد لفظ الأمر بهذا القول في القرآن بل تبشير من قاله والثناء عليه ، فيحتمل أن يشير إلى غير القرآن ، فهو خبر عن الباري بذلك ولذا وصله بقوله : ( اللهم أجرني ) بقصر الهمزة وضم الجيم وسكون الراء ، قال عياض : يقال أجر بالقصر والمد والأكثر أنه مقصور لا يمد أي أعطني أجري وجزاء صبري وهمي ( في مصيبتي وأعقبني ) بسكون العين وكسر القاف ، بمعنى - رواية لمسلم - وأخلف لي بقطع الهمزة وكسر اللام ( خيرا منها إلا فعل الله ذلك به ) ولمسلم : إلا أخلف الله له خيرا منها . وله أيضا إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها . قال أبو عمر : فينبغي لكل من أصيب بمصيبة أن يفزع إلى ذلك تأسيا بكتاب الله وسنة رسوله . قال ابن جريج : ما يمنعه أن يستوجب على الله ثلاث خصال ، كل خصلة منها خير من الدنيا وما فيها ، صلوات الله ورحمته والهدى ، انتهى . وللطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رفعه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10352555أعطيت أمتي شيئا لم يعطه أحد من الأمم : أن يقولوا عند المصيبة ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) " . ولابن جرير والبيهقي عن سعيد بن جبير : " لقد أعطيت هذه الأمة عند المصيبة ما لم يعط الأنبياء مثله : ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) ، ولو أعطيه الأنبياء لأعطيه يعقوب ; إذ قال : ( يا أسفى على يوسف ) " .
وظاهر الأحاديث أن المأمور به قول ذلك مرة واحدة فورا ، وذلك في الموت عند الصدمة الأولى ، وخبر : إذا ذكرها ولو بعد أربعين عاما فاسترجع كان له أجرها يوم وقوعها زيادة فضل لا ينافي الاستحباب بفور وقوع المصيبة .