562 564 - ( مالك ، عن هشام بن عروة ، عن عباد ) بشد الموحدة ( ابن عبد الله بن الزبير ) بن العوام ، كان قاضي مكة زمن أبيه ، وخليفته إذا حج ( أن عائشة زوج النبي أخبرته أنها سمعت رسول الله قبل أن يموت ، وهو مستند إلى صدرها ، وأصغت ) بإسكان الصاد المهملة وفتح الغين المعجمة ، أي أمالت سمعها ( إليه يقول ) وفي رواية قتيبة : وهو يقول ( اللهم اغفر لي وارحمني ) فيه ندب الدعاء بهما ولا سيما عند الموت ، وإذا دعا بذلك المصطفى فأين غيره منه ، والدعاء مخ العبادة لما فيه من الإخلاص والخضوع والضراعة والرجاء ، وذلك صريح الإيمان . ( وألحقني ) بهمزة قطع ( بالرفيق الأعلى ) وفي البخاري من رواية ذكوان عن عائشة : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10352560فجعل يقول في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده " ولأحمد من رواية المطلب عن عائشة : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10352561فقال مع الرفيق الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين [ ص: 120 ] إلى قوله : رفيقا " ومعنى كونهم رفيقا تعاونهم على الطاعة وارتفاق بعضهم ببعض ، وأفرده إشارة إلى أن أهل الجنة يدخلون على قلب رجل واحد ، قاله السهيلي ، فالمراد بالرفيق هؤلاء المذكورون في الآية ، قال الحافظ : وهو المعتمد وعليه الأكثر . وفي حديث أبي موسى عند النسائي ، وصححه ابن حبان فقال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10352562اللهم الرفيق الأعلى الأسعد مع جبريل وميكائيل وإسرافيل " وظاهره أن الرفيق المكان الذي تحصل المرافقة فيه مع المذكورين ، وهذه الأحاديث ترد زعم أن الرفيق تغيير من الراوي والصواب الرقيع بالقاف والعين المهملة وهو من أسماء السماء . وقال ابن عبد البر : هو أعلى الجنة ، والجوهري : الجنة ، ويؤيده ما عند ابن إسحاق : الرفيق الأعلى الجنة ، وقيل : الرفيق الأعلى الله عز وجل ; لأنه من أسمائه ، ففي مسلم وأبي داود مرفوعا : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10352563أن الله رفيق يحب الرفيق " وهو صفة ذات كالحليم ، أو صفة فعل ، وغلط الأزهري هذا القول ولا وجه له ; لأن تأويله على ما يليق بالله سائغ ، قال السهيلي : الحكمة في اختتام كلام المصطفى بهذه الكلمة تضمنها التوحيد والذكر بالقلب حتى يستفاد منه الرخصة لغيره أنه لا يشترط أن يكون الذكر باللسان ; لأن بعض الناس قد يمنعه من النطق مانع فلا يضره إذا كان قلبه عامرا بالذكر . قال : وفي بعض كتب الواقدي أول ما تكلم به صلى الله عليه وسلم وهو مسترضع عند حليمة : الله أكبر . وآخر ما تكلم به ما في حديث عائشة ، يعني في الصحيحين ، قالت عائشة : " فكانت آخر ما تكلم بها صلى الله عليه وسلم قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=10352268اللهم الرفيق الأعلى " وروى الحاكم عن أنس : " آخر ما تكلم به nindex.php?page=hadith&LINKID=10352564جلال ربي الرفيع وقد بلغت ثم قضى " وجمع بأن هذا آخر على الإطلاق بعدما كرر اللهم الرفيق الأعلى قبل جلال ، أي أختار جلال ربي الرفيع قد بلغت ما أوحي إلي .
وحديث الباب رواه مسلم في المناقب : حدثنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك به ، وتابعه أبو أسامة وعبد الله بن نمير وعبدة بن سليمان كلهم عن هشام به في مسلم أيضا ، وله طرق في الصحيحين وغيرهما .