642 639 - ( مالك ، عن عبد ربه بن سعيد ) بن قيس الأنصاري أخو يحيى بن سعيد ، ولجده قيس صحبة وهو ثقة مأمون ، روى عنه مالك وشعبة وجماعة من الأئمة وروى له الجميع ، ومات سنة تسع وثلاثين ومائة . وقيل : سنة إحدى وأربعين ( عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ) بن المغيرة المخزومي المدني أحد الفقهاء . قيل : اسمه محمد . وقيل : اسمه كنيته . وقيل : أبو بكر اسمه وكنيته أبو محمد ، قال ابن عبد البر : هكذا يرويه مالك ، وخالفه عمرو بن الحارث فرواه عن عبد ربه ، عن عبد الله بن كعب ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن ( عن عائشة nindex.php?page=showalam&ids=54وأم سلمة زوجي النبي صلى الله عليه وسلم أنهما قالتا : nindex.php?page=hadith&LINKID=10352627كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من جماع غير احتلام ) صفة لازمة ، قصد بها المبالغة في الرد على من زعم أن فاعل ذلك عمدا يفطر ، وإذا كان كذلك فناسي الاغتسال والنائم عنه أولى بذلك .
وقال القرطبي : في هذا فائدتان ؛ إحداهما : أنه كان يجامع في رمضان ويؤخر الغسل إلى بعد طلوع الفجر بيانا للجواز . والثانية : أنه كان لا يحتلم ؛ لأن الاحتلام من الشيطان ، وهو معصوم منه ، وقال غيره : فيه إشارة إلى جوازه عليه ، وإلا لما كان لاستثنائه معنى ، ورد بأنه من الشيطان وهو معصوم منه ، وأجيب بأن الاحتلام يقع على الإنزال وقد يحصل بغير رؤية شيء في المنام .
وقال النووي وغيره : احتج به من أجاز الاحتلام على الأنبياء ، والأشهر امتناعه لأنه من تلاعب الشيطان ، وتأولوا الحديث على أن المعنى يصبح جنبا من جماع ، ولا يجنب من احتلام لامتناعه منه ، وهو قريب من قوله تعالى : ويقتلون النبيين بغير حق ( سورة آل عمران : الآية 21 ) ومعلوم أن قتلهم لا يكون بحق ( في رمضان ) وأولى في غيره ( ثم يصوم ) ذلك اليوم الذي [ ص: 236 ] يصبح فيه جنبا .
ورواه مسلم أيضا من طريق عمرو بن الحارث عن عبد ربه عن عبد الله بن كعب الحميري أن أبا بكر حدثه أن مروان أرسله إلى nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة يسأل عن الرجل يصبح جنبا يصوم ، فقالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=10352629كان صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من جماع لا حلم ثم لا يفطر ولا يقضي ، فكأن عبد ربه سمعه من ابن كعب ثم سمعه من أبي بكر فحدث به على الوجهين ، فليست رواية عمرو من المزيد في متصل الأسانيد ، ولا رواية مالك منقطعة بدليل أن مسلما صحح الطريقين فأخرجهما جميعا ؛ رواية عمرو ، وتلوها رواية مالك .