670 667 - ( مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=10352717نهى عن الوصال ) ، وفي رواية جويرية عن نافع عند البخاري ، وعبيد الله بن عمر عن نافع عند مسلم ، عن ابن عمر : " أنه صلى الله تعالى عليه وسلم واصل فواصل الناس فشق عليهم فنهاهم " ، ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10352718فقالوا : يا رسول الله فإنك تواصل ) لم يسم القائلون ، وفي الصحيحين : عن أبي هريرة : فقال رجل من المسلمين ، وفي لفظ : فقال رجال بالجمع وكان القائل واحد ونسب إلى الجمع لرضاهم به ، وفيه استواء المكلفين في الأحكام ، وأن كل حكم ثبت في حقه صلى الله عليه وسلم ثبت في حق أمته إلا ما استثنى فطلبوا الجمع بين نهيه وفعله الدال على الإباحة فأجابهم باختصاصه به ، ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10352719فقال : إني لست كهيئتكم ) أي ليس حالي كحالكم ، أو لفظ هيئة زائد ، والمراد لست كأحدكم ، وللتنيسي : لست مثلكم ، ولمسلم عن أبي هريرة : لستم في ذلك مثلي أي لستم على صفتي ومنزلتي من ربي .
( nindex.php?page=hadith&LINKID=10352720إني أطعم وأسقى ) بضم الهمزة فيهما حقيقة فيؤتى بطعام وشراب من عند الله كرامة له في ليالي صومه ، وتعقب بأنه يلزم أن لا يكون مواصلا ، ويشهد له رواية : أظل يطعمني لأن " أظل " لا يكون إلا بالنهار والأكل فيه ممنوع ، وأجيب بأن [ ص: 268 ] طعام الجنة وشرابها لا تجري عليه أحكام التكليف .
قال ابن المنير : الذي يفطر شرعا إنما هو الطعام المعتاد ، وأما الخارق للعادة كالمحضر من الجنة فعلى غير هذا المعنى ، وليس تعاطيه من جنس الأعمال وإنما هو من جنس الثواب كأكل أهل الجنة في الجنة ، والكرامة لا تبطل العبادة فلا يبطل بذلك صومه ولا ينقطع وصاله ولا ينقص أجره ، والجمهور على أنه مجاز عن لازم الطعام والشراب وهو القوة فكأنه قال : يعطيني قوة الآكل والشارب ويفيض علي ما يسد مسدهما ويقوي على أنواع الطاعة من غير ضعف في القوة ولا كلال في الإحساس ، أو المعنى : أن الله تعالى يخلق فيه من الشبع والري ما يغنيه عن الطعام والشراب فلا يحس بجوع ولا عطش ، والفرق بينه وبين ما قبله أنه عليه يعطى القوة بلا شبع ولا ري بل مع الجوع والظمأ .
وعلى الثاني : يعطى القوة معهما .
ورجح ما قبله بأن الثاني ينافي حال الصائم ويفوت المقصود من الصوم والوصال لأن الجوع هو روح هذه العبادة بخصوصها .
وفي الترمذي وغيره عن أبي سعيد مرفوعا : " إن الله لم يكتب الصيام بالليل فمن صام فقد تعنى ولا أجر له " ، قال الترمذي : سألت البخاري عنه فقال : ما أرى عبادة سمع من أبي سعيد ، وقال ابن منده : غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه .