777 766 - ( مالك عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن ، أنه سمع أبا بكر بن عبد الرحمن ) ، مولاه ( يقول : جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) قال ابن عبد البر : هكذا لجميع رواة الموطأ ، وهو مرسل ظاهرا ، لكن صح أن أبا بكر سمعه من تلك المرأة ، فصار بذلك مسندا ، فقد رواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن امرأة من بني أسد بن خزيمة ، يقال لها : أم معقل ، هكذا سماها الزهري ، وهو المشهور المعروف ، وتابعه على ذلك جماعة ، وفي بعض طرقه تسميتها أم سنان الأنصارية ، ورجح الحافظ أنهما قصتان وقعتا للمرأتين ، لتغاير قصتيهما ، ولأن أم معقل أسدية ، وأم سنان أنصارية ، وفي أبي داود ، عن أم معقل : أن مجيئها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كان بعد رجوعه من حجة الوداع ، وأنه قال لها : ما منعك أن تخرجي معنا في وجهنا هذا ؟ ( فقالت : إني قد كنت تجهزت للحج ، فاعترض لي ) ، أي عاقني عائق منعني ، وعند أبي داود : فأصابتنا هذه القرحة - الحصبة ، أو الجدري - فهلك فيها أبو معقل [ ص: 403 ] وأصابني فيها مرضي هذا حتى صححت منها ، وكان لنا جمل هو الذي نريد أن نخرج عليه ، فأوصى به أبو معقل في سبيل الله ، قال : فهلا خرجت عليه ، فإن الحج في سبيل الله ؟ وفي رواية عبد الرزاق : " قلت : يا رسول الله إني أردت الحج ، فضل جملي ، أو قالت بعيري " ، ويجمع بأنه ضل ، ثم وجد ، فحصلت لهم القرحة ، أو ضل بعد حصولها ، ثم وجد ، فذكرت له الوجهين ، واقتصر بعض الرواة على أحدهما .
قال الحافظ : وزعم ابن عبد البر أن أم معقل هي أم طليق ، لها كنيتان ، وفيه نظر ، لأن أبا معقل مات في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا طليق عاش حتى سمع منه طلق بن حبيب ، وهو من صغار التابعين ، فدل على تغاير المرأتين ، ويدل عليه تغاير السياقين أيضا .