822 812 [ ص: 456 ] - ( مالك عن هشام بن عروة عن أبيه : أنه قال ) مرسل ، أخرجه ابن عبد البر موصولا من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين ، قال : حدثنا سفيان الثوري عن هشام عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف ، قال : ( قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعبد الرحمن بن عوف ) الزهري أحد العشرة : ( كيف صنعت يا أبا محمد ) كنيته ( في استلام الركن ) ، وكذا ليحيى ، وأبي مصعب ، وغيرهما لم يقبلوا الأسود ، وكذا رواه ابن عيينة ، وغيره عن هشام ، وزاد ابن القاسم وابن وهب ، والقعنبي : والأكثر الأسود ، وفي رواية الثوري : في استلامك الحجر ، فزعم ابن وضاح أن يحيى سقط من كتابه الأسود ، وأمره بإلحاقها في كتاب يحيى ، وهو مما تسور فيه على روايته ، وهي صواب توبع عليها ، والأمران جائزان ، أي إثبات لفظ الأسود ، وحذفها ، قاله أبو عمر ملخصا .
( فقال عبد الرحمن : استلمت ) حين قدرت ، ( وتركت ) حين عجزت ، ففي رواية سعيد بن منصور من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه : أنه كان إذا أتى الركن ، فوجدهم يزدحمون عليه استقبله ، وكبر ودعا ، ثم طاف فإذا وجد خلوة استلمه .
( فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أصبت ) ، ففي تصويبه دلالة على أنه لا ينبغي المزاحمة .
وفي البخاري : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10353032سأل رجل ابن عمر عن استلام الحجر ، فقال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستلمه ، ويقبله قلت : أرأيت إن زحمت ، أرأيت إن غلبت ، قال : اجعل أرأيت باليمين رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستلمه ويقبله " ، فظاهره أن ابن عمر لم ير الزحام عذرا في ترك الاستلام .
وقد روى سعيد بن منصور عن القاسم بن محمد ، قال : رأيت ابن عمر يزاحم على الركن حتى يدمى .
ومن طريق أخرى أنه قيل له في ذلك ، فقال : هويت الأفئدة إليه ، فأريد أن يكون فؤادي معهم .