836 826 - ( مالك عن جعفر بن محمد بن علي ) بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عن أبيه عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - nindex.php?page=hadith&LINKID=10353053أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا وقف على الصفا ) ، وفي مسلم ، عن جابر فرقى عليه ، أي الصفا حتى رأى البيت ، فاستقبل القبلة ( يكبر ) ، أي يقول : الله أكبر ( ثلاثا ) من المرات ، ( ويقول : لا إله إلا الله وحده ) نصب حال ، أي منفردا ، ( لا شريك له ) عقلا وسمعا ، وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ، إنما هو إله واحد قل هو الله أحد في آي أخر ، ( له الملك ) - بضم الميم - أصناف المخلوقات ، ( وله الحمد ) في الأولى والآخرة ، زاد في رواية أبي داود عن جابر : يحيي ويميت ، ( وهو على كل شيء قدير ) جملة حالية أيضا ، زاد في رواية مسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=10353054لا إله إلا هو وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، ( يصنع ذلك ثلاث مرات ، ويدعو ) بين ذلك كما في رواية مسلم ، أي بين الثلاث مرات ، ( ويصنع على المروة مثل ذلك ) الذي فعله على الصفا من الوقوف والذكر والدعاء ، ففيه مشروعية الرقي عليهما ، وهو سنة عند الجمهور ليس بشرط ، ولا واجب فلو تركه صح سعيه ، لكن فاتته الفضيلة ، وقد استحب في المدونة أن يصعد أعلاهما بحيث [ ص: 471 ] يرى البيت كما في حديث جابر عند مسلم ، وقد رواه عبد الرزاق ، عن مالك عن نافع عن ابن عمر : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10353055أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يصعد على الصفا والمروة حتى يبدو له البيت " ، قال أبو عمر : تفرد به عبد الرزاق ، عن مالك قال : ولا حد في الذكر والدعاء عند أحد من العلماء ، وإنما هو بحسب ما يقدر عليه المرء ، ويحضره ، وقد زاد الليث في روايته هذا الحديث ، ذكر الله ، وحمده ، ودعا بما قدر له ، انتهى .
واستدل به العز بن عبد السلام على أن المروة أفضل من الصفا ، قال : لأنها تقصد بالذكر ، والدعاء أربع مرات بخلاف الصفا فإنها تقصد ثلاثا ، وأما البداءة بالصفا فليس بوارد ، لأنه وسيلة قال الحافظ : وفيه نظر لأن الصفا تقصد أربعا أيضا ، أولها : عند البداءة ، فكل منهما مقصود بذلك ، وتمتاز الصفا بالابتداء ، وعلى التنزل يتعادلان ، ثم ما ثمرة هذا التفضيل ، مع أن العبادة المتعلقة بها لا تتم إلا بهما معا ، انتهى .
وجزم الشهاب القرافي تلميذ العز بأن الصفا أفضل ، قال : لأن السعي منه أربعا ، ومن المروة ثلاثا ، وما كانت العبادة فيه أكثر ، فهو أفضل ، انتهى .
ويرد عليه أيضا ما أورده الحافظ على العز أنه لا ثمرة لهذا التفضيل .