وقوله في رواية ابن أبي ذئب عن ابن شهاب بإقامة إقامة جمع بينهما ، وإن كان ليس في هذا اللفظ من حيث هو ما يدل على أنه جمع بينهما ، لأن مدلول جميعا تأكيد كونه صلاهما بالمزدلفة ، فأما جمعهما ، أو كل واحدة في وقتها فلا دليل فيه على ذلك ، وإن كان الواقع أنه جمع بينهما للروايات الأخر ، ولأنه إنما نفر من عرفة بعد الغروب فلا يمكن أنه وصل إلى المزدلفة قبل دخول وقت العشاء بحيث يصلي كل واحدة في وقتها ، وفيه الجمع بالعشاءين بالمزدلفة جمع تأخير ، وهو متفق عليه ، وأخرجه مسلم عن يحيى وأبو داود عن القعنبي ، والنسائي من طريق ابن مهدي ، الثلاثة عن مالك به ، وتابعه ابن أبي ذئب في البخاري وغيره عن الزهري نحوه .