قال ابن عبد البر : يريد أنه أكثر ثوابا ، ويحتمل أن يريد أفضل ما دعا به ، والأول أظهر لأنه أورده في تفضيل الأذكار بعضها على بعض ، والنبيون يدعون بأفضل الدعاء ، قال : وفيه تفضيل الدعاء بعضه على بعض ، والأيام بعضها على بعض ، وأن ذلك أفضل الذكر لأنها كلمة الإسلام والتقوى ، وإليه ذهب جماعة ، وقال آخرون : أفضله الحمد لله رب العالمين ، لأن فيه معنى الشكر وفيه من الإخلاص ما في لا إله إلا الله ، وافتتح الله كلامه به وختم به ، وهو آخر دعوى أهل الجنة ، وروت كل فرقة بما قالت أحاديث كثيرة ، وساق جملة منها في التمهيد ، وقدم الإمام هذا الحديث بسنده ومتنه في الدعاء ، وقدمت ثمة أنه وقع في تجريد الصحاح لرزين بن معاوية الأندلسي زيادة في أول هذا الحديث هي : أفضل الأيام يوم عرفة وافق يوم جمعة ، وهو أفضل من سبعين حجة في غير يوم الجمعة ، وأفضل الدعاء . . . إلخ
قال الحافظ : حديث لا أعرف حاله ، لأنه لم يذكر صحابيه ، ولا من خرجه بل أدرجه في حديث الموطأ هذا ، وليست هذه الزيادة في شيء من الموطآت ، فإن كان له أصل احتمل أن يريد بالسبعين التحديد أو المبالغة في الكثرة ، وعلى [ ص: 597 ] كل حال منها تثبت المزية ، انتهى .
وفي الهدي لابن القيم : ما استفاض على ألسنة العوام أن وقفة الجمعة تعدل ثنتين وسبعين حجة فباطل لا أصل له عن رسول الله ، ولا عن أحد من الصحابة والتابعين ، انتهى .