1000 984 - ( مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=10353285يضحك الله إلى رجلين ) قال الباجي : هو كناية عن التلقي بالثواب والإنعام والإكرام ، أو المراد تضحك ملائكته وخزنة جنته أو حملة عرشه وذلك أن مثل هذا غير معهود انتهى .
والنسائي من طريق ابن عيينة عن أبي الزناد : إن الله ليعجب من رجلين ، قال الخطابي : الضحك الذي يعتري البشر ثم ما يستخفهم الفرح أو الطرب غير جائز على الله تعالى ، وإنما هذا مثل ضرب لهذا الصنيع الذي يحل محل الإعجاب عند البشر فإذا رأوه ومعناه الإخبار عن رضى الله بفعل أحدهما وقبوله للأجر ومجازاتهما على [ ص: 52 ] صنيعهما بالجنة مع اختلاف حاليهما ، وتأول البخاري الضحك على معنى الرحمة وهو قريب وتأويله على معنى أقرب ، فإن الضحك يدل على الرضى والقبول والكرام يوصفون عندما يسألهم السائل بالبشر وحسن اللقاء فيكون معنى يضحك الله يجزل العطاء ، وقد يكون معناه يعجب ملائكته ويضحكهم من صنيعهما وهذا مجاز يكثر مثله .
وقال ابن الجوزي : كان أكثر السلف يمتنعون من تأويله ويروونه كما جاء .
وينبغي أن يراعى في مثل هذا الإمرار اعتقاد أن لا تشبه صفات الله صفات الخلق ، ومعنى الإمرار عدم العلم بالمراد منه مع اعتقاد التنزيه ، قال الحافظ : ويدل على أن المراد الإقبال بالرضى تعديته بإلى تقول ضحك فلان إلى فلان إذا توجه إليه طلق الوجه مظهرا للرضى عنه .
( يقتل ) بفتح أوله ( أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة ) زاد مسلم من طريق همام عن أبي هريرة : قالوا كيف يا رسول الله ؟ قال : ( يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ) بضم الياء بالبناء للمجهول أي فيقتل الكافر المسلم ( ثم يتوب الله على القاتل ) بأن يهديه إلى الإسلام ( فيقاتل ) الكفار ( فيستشهد ) قال ابن عبد البر : يستفاد من الحديث أن كل من قتل في سبيل الله فهو في الجنة ، قال : ومعناه عند أهل العلم أن القاتل الأول كان كافرا ، قال الحافظ : وهو ما استنبطه البخاري ، ويؤيده أن في رواية همام عند مسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10353286ثم يتوب الله على الآخر فيهديه إلى الإسلام ثم يجاهد في سبيل الله فيستشهد " وأصرح منه ما أخرجه أحمد من طريق الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10353287قيل كيف يا رسول الله ؟ قال : يكون أحدهما كافرا فيقتل الآخر ثم يسلم فيغزو فيقتل " ولكن لا مانع من أن يكون مسلما أيضا لعموم قوله : " ثم يتوب الله على القاتل " كما لو قتل مسلم مسلما عمدا بلا شبهة ثم تاب القاتل واستشهد في سبيل الله ، وإنما يمنع دخول مثل هذا من ذهب إلى أن قاتل المسلم عمدا لا تقبل توبته كابن عباس أخذا بظاهر قوله تعالى : ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) ( سورة النساء : الآية 93 ) روى أحمد والنسائي وابن ماجه عن ابن عباس أن الآية نزلت في آخر ما نزل ولم ينسخها شيء حتى قبض - صلى الله عليه وسلم - ولأحمد والنسائي عن معاوية مرفوعا : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10353288كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرا أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا " لكن ورد عن ابن عباس خلاف ذلك ، فالظاهر أنه أراد بقوله الأول التشديد والتغليظ ، وعليه جمهور السلف وجميع أهل السنة ، وصححوا توبة القاتل كغيره وقالوا : المراد بالخلود المكث الطويل لتظاهر الأدلة على أن عصاة المسلمين لا يدوم عذابهم ، وهذا الحديث رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف عن مالك به وتابعه سفيان عن أبي الزناد به عند مسلم وغيره .