قال الحافظ : حكمه : إيراد هذه عقب تلك إرادة تسلية الخارجين في الجهاد عن مرافقته لهم فكأنه قال : الوجه الذي تسيرون له فيه من الفضل ما أتمنى لأجله أن أقتل مرات ، فمهما فاتكم من مرافقتي والقعود معي من الفضل يحصل لكم مثله أو فوقه من فضل الجهاد فراعى خواطر الجميع .
وقد خرج - صلى الله عليه وسلم - في بعض المغازي وخلف عنه المشار إليهم وكان ذلك حيث رجحت مصلحة خروجه على مراعاة حالهم ، وفيه بيان شدة شفقته - صلى الله عليه وسلم - على أمته ورأفته بهم والحض على حسن النية ، وجواز ترك بعض المصالح لمصلحة راجحة أو أرجح ، أو لدفع مفسدة والسعي في إزالة المكروه عن المسلمين .