1061 1048 - ( مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أنه كان يقول : إذا نحرت الناقة فذكاة ما في بطنها ) ؛ أي : جنينها كائنة ( في ذكاتها ) لأنه جزء منها فذكاتها ذكاة لجميع أجزائها ( إذا كان قد تم خلقه ونبت شعره ) المدرك بالحاسة ( فإذا خرج من بطن أمه ذبح ) ندبا كما يفيد السياق ( حتى يخرج الدم من جوفه ) فذبحه إنما هو لإنقائه من الدم لا لتوقف الحل عليه وهذا جاء بمعناه مرفوعا ، روى أبو داود والحاكم عن ابن عمر مرفوعا : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10353456ذكاة الجنين إذا أشعر ذكاة أمه ولكنه يذبح حتى ينصاب ما فيه من الدم " ويعارضه حديث ابن عمر رفعه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10353457ذكاة الجنين ذكاة أمه أشعر أو لم يشعر " لكن فيه مبارك بن مجاهد ضعيف ، ولتعارض الحديثين لم يأخذ بهما الشافعية فقالوا : ذكاة أمه مغنية عن ذكاته مطلقا ، ولا الحنفية فقالوا : لا مطلقا ، ومالك ألغى الثاني لضعفه وأخذ بالأول لاعتضاده بالموقوف الذي رواه فقيد به [ ص: 128 ] قوله - صلى الله عليه وسلم - " nindex.php?page=hadith&LINKID=10353458ذكاة الجنين ذكاة أمه " رواه أبو داود وصححه الحاكم عن جابر وأحمد وأبو داود والترمذي وحسنه وصححه الحاكم وابن حبان عن أبي سعيد ، وجاء من رواية جمع من الصحابة وهو برفع ذكاة في الموضعين مبتدأ وخبر ؛ أي : ذكاة أمه ذكاة له ، وروي بالنصب على الظرفية كجئت طلوع الشمس ؛ أي : وقت طلوعها ؛ أي : ذكاته حاصلة وقت ذكاة أمه ، قال الخطابي وغيره ورواية الرفع هي المحفوظة ، والمراد الذي خرج ميتا فيؤكل بذكاة أمه لأنه جزء منها عند مالك والشافعي وغيرهما لما جاء في بعض طرق الحديث من قول السائل : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10353459يا رسول الله إنا ننحر الإبل ونذبح البقر والشاة فنجد في بطنها الجنين فنلقيه أو نأكله ؟ فقال : كلوه إن شئتم فإن ذكاته ذكاة أمه " فسؤاله إنما هو عن الميت لأنه محل الشك بخلاف الحي الممكن ذبحه فيذكى لاستقلاله بحكم نفسه ، فيكون الجواب عن الميت ليطابق السؤال ، ومن بعيد التأويل قول أبي حنيفة المعنى على التشبيه ؛ أي : مثل ذكاتها أو كذكاتها فيكون المراد الحي ، لحرمة الميت عنده ، ووجه بعده ما فيه من التقدير لمستغنى عنه ومن ثم وافق صاحباه مالكا ومن وافقه لأن التقدير أن يذكى ذكاة مثل ذكاة أمه ، ففيه حذف الموصول وبعض الصلة وهو إن والفعل بعدها وهو لا يجوز ، وفيه تكثير الإضمار وهو خلاف الأصل ، فرواية النصب إما على الظرفية كما مر أو على التوسع نحو : 30 واختار موسى قومه ( سورة الأعراف : الآية 155 ) ؛ أي : ذكاته في ذكاة أمه ، وكل منهما أولى لقلة الإضمار واتفاقه مع رواية الرفع وإلا نقض كل واحد منهما الآخر .