بضم المعجمة وسكون اللام ، مأخوذ من الخلع بفتح الخاء : النزع ، سمي به لأن كلا من الزوجين لباس للآخر في المعنى ، قال تعالى : ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ) ( سورة البقرة : الآية 187 ) فكأنه بمفارقة الآخر نزع لباسه ، وضم مصدره ; تفرقة بين الحسي والمعنوي . وذكر أبو بكر بن دريد في أماليه : أن أول خلع كان في الدنيا ، أن عامر بن الظرب ، بفتح الظاء المعجمة وكسر الراء وموحدة ، زوج بنته لابن أخيه عامر بن الحارث بن الظرب ، فلما دخلت عليه نفرت منه ، فشكى إلى أبيها ، فقال : لا أجمع عليك فراق أهلك ومالك وقد خلعتها منك بما أعطيتها ، قال : فزعم العلماء أن هذا كان أول خلع في العرب .
1198 1181 - ( مالك ، عن يحيى بن سعيد ) بن قيس بن عمرو الأنصاري ( عن nindex.php?page=showalam&ids=16693عمرة بنت عبد الرحمن ) بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية ( أنها أخبرته عن حبيبة ) بفتح المهملة وموحدتين بينهما تحتية ساكنة ( بنت سهل ) بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة ( الأنصاري ) النجاري ، صحابية ( أنها كانت تحت ثابت بن قيس بن شماس ) بفتح الشين المعجمة والميم المشددة فألف فمهملة ، الأنصاري الخزرجي ، خطيب الأنصار ، من كبار الصحابة ، بشره النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة واستشهد باليمامة ، ونفذ خالد بن الوليد وصيته بعد موته بمنام رآه بعضهم . ( وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى ) صلاة ( الصبح فوجد حبيبة بنت سهل عند بابه في [ ص: 279 ] الغلس ) بفتح المعجمة واللام ، بقية الظلام ( فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من هذه ؟ فقالت : أنا حبيبة بنت سهل يا رسول الله ، قال : ما شأنك ؟ ) أمرك وحالك ( قالت : لا أنا ولا ثابت بن قيس لزوجها ) وفي رواية الديلمي وابن سعد : أن ثابتا كان في خلقه شدة ، فضربها ( فلما جاء زوجها ثابت بن قيس قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هذه حبيبة بنت سهل ، فذكرت ما شاء الله أن تذكر ) في شكواها منك ، ولم يفصح له به دفعا لنفرته ، وفي رواية عن ابن عباس : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10353616أول خلع كان في الإسلام امرأة ثابت بن قيس أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت : يا رسول الله لا يجتمع رأسي ورأس ثابت أبدا ، إني رفعت جانب الخباء فرأيته أقبل في عدة ، فإذا هو أشدهم سوادا وأقصرهم قامة وأقبحهم وجها ، فقال : أتردين عليه حديقته ؟ قالت : نعم ، وإن شاء زدته " ( فقالت : يا رسول الله كل ما أعطاني عندي ) وفي حديث عمر عند البزار : وكان تزوجها على حديقة نخل ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10353617فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لثابت : خذ منها ) أمر إرشاد وإصلاح لا أمر إيجاب ، زاد في رواية ابن سعد : فردت عليه حديقته ( فأخذ منها ) زاد في رواية : وطلقها تطليقة ( وجلست في بيت أهلها ) زاد في رواية ابن سعد : فكان ذلك أول خلع في الإسلام ، قال : وتزوجها بعد ثابت أبي بن كعب ، وهذا الحديث أخرجه أصحاب السنن الثلاثة وابن خزيمة وابن حبان وصححاه من طريق مالك به ، وتابعه يزيد بن هارون عند الدارمي وابن سعد والدراوردي عند ابن أبي عاصم وحماد بن زيد عند ابن سعد ، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد بنحوه .
وفي البخاري عن ابن عباس : تسمية امرأة ثابت جميلة أخت عبد الله بن أبي ، وكذا عند النسائي بلفظ : جميلة بنت أبي بن سلول ، وفي ابن ماجه والبيهقي عن ابن عباس : أنها جميلة بنت سلول ، واختلف في سلول هل هي أم أبي أو امرأته ؟ وجمع بالحمل على التعدد ، وأنهما قصتان لشهرة الخبرين وصحة الطريقتين واختلاف السياقين . وفي البزار عن عمر : أول مختلعة في الإسلام حبيبة بنت سهل ، كانت تحت ثابت بن قيس ، ومقتضاه أن تزوج حبيبة قبل جميلة . وللنسائي والطبراني عن nindex.php?page=showalam&ids=10718الربيع بنت معوذ : " أن ثابت بن قيس ضرب امرأته فكسر يدها ، وهي جميلة بنت عبد الله بن أبي ، فأتى أخوها يشتكي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - " . وللدارقطني والبيهقي بسند قوي عن أبي الزبير : أن ثابت بن قيس كانت عنده زينب بنت عبد الله بن أبي بن سلول ، فيحتمل أنه كان عنده زينب وأختها [ ص: 280 ] أو عمتها جميلة واحدة بعد أخرى ، أو أن اسمها زينب ولقبها جميلة ، فإن لم يعمل بهذا فالموصول المعتضد بقول أهل النسب أن اسمها جميلة أصح ، وبه جزم الدمياطي وقال : إنها شقيقة عبد الله بن أبي ، أمهما خولة بنت المنذر . وفي النسائي وابن ماجه : تسمية امرأة ثابت : مريم المغالية ، بفتح الميم وخفة المعجمة ، نسبة إلى مغالة ، امرأة من الخزرج ولدت لعمرو بن مالك بن النجار ولده عديا ، فبنو عدي بن النجار يعرفون كلهم ببني مغالة ، قال في الإصابة : وما ذكره أبو عمر من تعدد المختلعات من ثابت ليس ببعيد .