1250 1237 - ( مالك ، عن عبد ربه بن سعيد بن قيس ) بن عمرو الأنصاري ، أخي يحيى ، مات سنة تسع وثلاثين ومائة وقيل بعدها ، له في الموطأ ثلاثة أحاديث مرفوعة هذا ثالثها ( عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ) بن عوف ( أنه قال : سئل ) بالبناء للمجهول ، وفي البخاري أن السائل رجل ، قال الحافظ : لم أقف على اسمه . ( عبد الله بن عباس وأبو هريرة ) وكان هو وأبو سلمة عند ابن عباس كما في الصحيحين ( عن المرأة الحامل يتوفى عنها زوجها ) وللبخاري عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة : جاء رجل إلى ابن عباس وأبو هريرة عنده فقال : أفتني في امرأة ولدت بعد زوجها بأربعين ليلة ( فقال ابن عباس : آخر الأجلين ) عدتها ، وبالنصب ، أي تتربص آخر الأجلين أربعة أشهر وعشرا إن ولدت قبلها ، فإن مضت ولم تلد تربصت حتى تلد ، جمعا بين آيتي البقرة والطلاق ( وقال أبو هريرة : إذا ولدت فقد حلت ) تخصيصا لآية البقرة بآية الطلاق ( فدخل أبو سلمة بن عبد الرحمن ) مع كريب أو وحده لإفتائه بالحل ، معارضا لابن عباس ( على nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة ) هند بنت أبي أمية ( زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فسألها عن ذلك ، فقالت nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة : ولدت سبيعة ) بضم السين المهملة وفتح الموحدة وإسكان التحتية فعين مهملة فهاء تأنيث ، ابنة الحارث ( الأسلمية ) الصحابية ( بعد وفاة زوجها ) سعد بن خولة في حجة الوداع ، كما في مسلم وغيره عن سبيعة : أنها كانت تحت سعد بن خولة ، وهو من بني عامر بن لؤي ، وكان ممن شهد بدرا ، فتوفي عنها في حجة الوداع ( بنصف شهر ) وللبخاري عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة : فوضعت بعد موته بأربعين ليلة . وفي مسلم عن الزهري عن عبيد الله عن سبيعة : فلم تنشب أن وضعت . وفي مصنف عبد الرزاق عن عروة : بسبع ليال . وعن إبراهيم التيمي : بسبع عشرة ليلة أو قال بعشرين ليلة . وعن عكرمة : بخمس وأربعين ليلة . وعن معمر قال : يقول بعضهم : مكثت [ ص: 334 ] سبع عشرة ليلة ، ومنهم من يقول : أربعين ليلة . وعند أحمد عن سبيعة : فلم أمكث إلا شهرا حتى وضعت . وفي النسائي : عشرين ليلة . وروي غير ذلك مما يتعذر فيه الجمع لاتحاد القصة ، ولعل ذلك السر في إبهام من أبهم المدة .
( فخطبها رجلان أحدهما شاب ) هو أبو البشر ، بفتحتين ، ابن الحارث العبدري ، من بني عبد الدار ، كما أفاده ابن وضاح ( والآخر كهل ) هو أبو السنابل ، بفتح السين المهملة والنون فألف فموحدة مكسورة فلام ، ابن بعكك ، بموحدة ثم مهملة ثم كافين وزن جعفر كما سمي في الصحيحين وغيرهما ، ابن الحارث القرشي العبدري ، اسمه حبة ، بموحدة ، وقيل : نون ، وقيل عمرو ، وقيل عامر ، وقيل غير ذلك . ( فحطت ) بفتح الحاء والطاء المهملتين ، أي مالت ونزلت بقلبها ( إلى الشاب ) على عادة النساء ( فقال الشيخ ) أبو السنابل ، المعبر عنه أولا بكهل ( لم تحلي بعد ) بضم الدال ( وكان أهلها غيبا ) بفتحتين ، جمع غائب كخادم وخدم ( ورجا إذا جاء أهلها أن يؤثروه بها ) يقدمونه على غيره . وفي البخاري ومسلم : فلما تعدت من نفاسها تجملت للخطاب ، فدخل عليها أبو السنابل بن بعكك فقال : مالي أراك متجملة ! لعلك ترجين النكاح ؟ إنك والله ما أنت بناكح حتى يمر عليك أربعة أشهر وعشر ، وتعدت بفتح العين المهملة وشد الدال ، أي خرجت ( فجاءت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) فسألته عن ذلك ( فقال : قد حللت فانكحي من شئت ) زاد في رواية الأسود عن أبي السنابل : ولو رغم أنف أبي السنابل . رواه أبو القاسم البغوي .
قال ابن سعد : أسلم أبو السنابل يوم الفتح ، وكان شاعرا وبقي زمانا بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - . وذكر ابن البرقي أنه تزوج سبيعة بعد ذلك وأولدها سنابل بن أبي السنابل ، لكن نقل الترمذي عن البخاري أنه قال : لا نعلم أن أبا السنابل عاش بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - . وهذا الحديث رواه النسائي من طريق ابن القاسم عن مالك به ، وتابعه شعبة عن عبد ربه قال : سمعت أبا سلمة ، فذكره عند أصحاب السنن