بزنة فعيلة ، قال الجمهور : بمعنى فاعلة ; لأنها عريت بإعراء مالكها ، أي إفراده لها من باقي النخل ، فهي عارية ، وقيل : بمعنى مفعولة ، من عراه يعروه إذا أتاه ; لأن مالكها يعروها أي يأتيها فهي معروة وجمعها عرايا وهي لغة النخلة ، وفسرها مالك فقال : العرية أن يعري الرجل الرجل نخلة ثم يتأذى بدخوله عليه ، فرخص له أن يشتريها منه بتمر ، أسنده ابن عبد البر وعلقه البخاري ، وهو في المدونة من رواية ابن القاسم . وقال الباجي : العرية النخلة الموهوب ثمرها . وفي البخاري عن سعيد بن جبير : العرايا تمر يوهب نخلها ، قال الأبي : وإطلاق روايات الحديث بإضافة البيع إليها يمنع تفسيرها بأنها هبة أو أنها النخلة ، فالصواب تفسيرها بأنها ما منح من ثمر النخل كما دل عليه كلام الباجي .
- 1307 1295 [ ص: 397 ] ( مالك ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر ، عن زيد بن ثابت : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرخص ) بهمزة مفتوحة قبل الراء ، من الإرخاص ( لصاحب العرية ) بفتح المهملة وشد التحتية ، الرطب أو العنب على الشجر ( أن يبيعها بخرصها ) بفتح المعجمة ، قال النووي : وهو أشهر من كسرها ، فمن فتح قال : هو مصدر أي اسم للفعل ، ومن كسرها قال : هو اسم للشيء المخروص . وقال القرطبي : الرواية بالكسر ، فحاصلهما أنه يروى بالوجهين وإسكان الراء فمهملة ، زاد في رواية القعنبي عن مالك عند الطبراني : كيلا . ولمسلم من رواية يحيى بن سعيد عن نافع بإسناده : رخص في العرية يأخذها أهل البيت بخرصها تمرا يأكلونها رطبا ، والحديث رواه البخاري عن القعنبي ، ومسلم عن يحيى ، كلاهما عن مالك به ، وتابعه يحيى بن سعيد الأنصاري عند الشيخين ، وعبيد الله وأيوب عند مسلم ، وموسى بن عقبة عند البخاري ، ثلاثتهم عن نافع ، وفيه من لطائف الإسناد صحابي عن صحابي .