وحدثني مالك أنه بلغه أن رجلا أتى عبد الله بن عمر فقال يا أبا عبد الرحمن إني أسلفت رجلا سلفا واشترطت عليه أفضل مما أسلفته فقال عبد الله بن عمر فذلك الربا قال فكيف تأمرني يا أبا عبد الرحمن فقال عبد الله السلف على ثلاثة وجوه سلف تسلفه تريد به وجه الله فلك وجه الله وسلف تسلفه تريد به وجه صاحبك فلك وجه صاحبك وسلف تسلفه لتأخذ خبيثا بطيب فذلك الربا قال فكيف تأمرني يا أبا عبد الرحمن قال أرى أن تشق الصحيفة فإن أعطاك مثل الذي أسلفته قبلته وإن أعطاك دون الذي أسلفته فأخذته أجرت وإن أعطاك أفضل مما أسلفته طيبة به نفسه فذلك شكر شكره لك ولك أجر ما أنظرته
1388 1368 - ( مالك أنه بلغه أن رجلا أتى عبد الله بن عمر فقال : يا أبا عبد الرحمن إني أسلفت رجلا سلفا واشترطت عليه أفضل مما أسلفته ، فقال عبد الله بن عمر : فذلك الربا ) لوجود الشرط ( فقال : كيف تأمرني يا أبا عبد الرحمن ؟ ) فيما فعلت ( فقال عبد الله بن عمر : السلف على ثلاثة أوجه : سلف تسلفه تريد به وجه الله ) أي الثواب من الله ( فلك وجه الله ، وسلف تسلفه تريد به وجه صاحبك ) المتسلف ، أي التحبب إليه والحظوة ( فلك وجه صاحبك ، وسلف تسلفه لتأخذ خبيثا بطيب ) أي حراما بدل حلال ( فذلك الربا ) المحرم بالقرآن ( قال : فكيف تأمرني يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : أرى أن تشق الصحيفة ) التي كتبت على الرجل المتسلف ( فإن أعطاك مثل الذي أسلفته قبلته ) كما قال تعالى : وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون ( سورة البقرة : الآية 279 ) [ ص: 501 ] ( وإن أعطاك دون الذي أسلفته فأخذته أجرت ) لأنه حسن اقتضا ( وإن أعطاك أفضل مما أسلفته ) في الصفة ( طيبة به نفسه فذلك شكر شكره لك ولك أجر ما أنظرته ) أخرته ، قال الباجي : من شرط زيادة في السلف وكان مؤجلا فله أن يبطل القرض جملة ويتعجل قبض ماله ، والأفضل له أن يسقط الشرط ويبقيه على أجله دون شرط .