حدثني مالك أنه بلغه أن عروة بن الزبير وسليمان بن يسار سئلا عن رجل كاتب على نفسه وعلى بنيه ثم مات هل يسعى بنو المكاتب في كتابة أبيهم أم هم عبيد فقالا بل يسعون في كتابة أبيهم ولا يوضع عنهم لموت أبيهم شيء قال مالك وإن كانوا صغارا لا يطيقون السعي لم ينتظر بهم أن يكبروا وكانوا رقيقا لسيد أبيهم إلا أن يكون المكاتب ترك ما يؤدى به عنهم نجومهم إلى أن يتكلفوا السعي فإن كان فيما ترك ما يؤدى عنهم أدي ذلك عنهم وتركوا على حالهم حتى يبلغوا السعي فإن أدوا عتقوا وإن عجزوا رقوا قال مالك في المكاتب يموت ويترك مالا ليس فيه وفاء الكتابة ويترك ولدا معه في كتابته وأم ولد فأرادت أم ولده أن تسعى عليهم إنه يدفع إليها المال إذا كانت مأمونة على ذلك قوية على السعي وإن لم تكن قوية على السعي ولا مأمونة على المال لم تعط شيئا من ذلك ورجعت هي وولد المكاتب رقيقا لسيد المكاتب قال مالك إذا كاتب القوم جميعا كتابة واحدة ولا رحم بينهم فعجز بعضهم وسعى بعضهم حتى عتقوا جميعا فإن الذين سعوا يرجعون على الذين عجزوا بحصة ما أدوا عنهم لأن بعضهم حملاء عن بعض
1485 - ( مالك أنه بلغه أن عروة بن الزبير وسليمان بن يسار سئلا عن رجل كاتب على نفسه وعلى بنيه ثم مات ، هل يسعى بنو المكاتب في أبيهم أم هم عبيد ؟ ) فلا يسعوا ( فقالا : بل يسعون في كتابة أبيهم ولا يوضع ) يحط ( عنهم لموت أبيهم شيء ) ولو قل هذا إن قدروا على السعي . ( قال مالك : وإن كانوا صغارا لا يطيقون السعي ، لم ينتظر بهم أن يكبروا ) بفتح الباء ( وكانوا رقيقا لسيد أبيهم إلا أن يكون ترك المكاتب ما يؤدى به عنهم نجومهم إلى أن يتكلفوا السعي ) أي يقدروا عليه . ( فإن كان فيما ترك ما يؤدى عنهم أدي ذلك عنهم وتركوا على حالهم حتى يبلغوا السعي ، فإن أدوا ) ما بقي ( عتقوا وإن عجزوا رقوا ) .
[ ص: 191 ] ( قال مالك في المكاتب يموت ويترك مالا ليس فيه وفاء الكتابة ويترك ولدا معه في كتابته وأم ولد ، فأرادت أم ولده أن تسعى عليهم : إنه ) بكسر الهمزة ( يدفع إليها المال ) المتروك عنه ( إذا كانت مأمونة على ذلك ) المال بأن لا تضيعه ( قوية على السعي ، وإن لم تكن قوية على السعي ولا مأمونة على المال لم تعط شيئا من ذلك ) إذ لا فائدة في الإعطاء حينئذ . ( ورجعت هي وولد المكاتب رقيقا لسيد المكاتب ) للعجز . ( وإذا كاتب القوم كتابة واحدة ولا رحم ) أي قرابة ( بينهم فعجز بعضهم وسعى بعضهم حتى عتقوا جميعا ، فإن الذين سعوا يرجعون على الذين عجزوا بحصة ما أدوا عنهم ; لأن بعضهم حملاء عن بعض ) أي ضامنون حكما .