1555 1495 - ( مالك ، عن يعقوب بن زيد بن طلحة ) التيمي أبي يوسف الصدوق المدني قاضيها ( عن أبيه زيد بن طلحة ) التيمي ، تابعي صغير ، أرسل هذا الحديث فظنه الحاكم صحابيا وقال : إن مالكا هو الحاكم في حديث المدنيين ، وتعقبه في الإصابة ، فقال : ليس كما ظن ، فليس لزيد ولا لأبيه ولا لجده صحبة فهو زيد بن طلحة بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة ، كما نسبه القعنبي وغيره من رواة الموطأ ، وجده مشهور في التابعين ( عن ) جده ( عبد الله ) بفتح العين ، ابن عبيد الله ، بضمها ( ابن أبي مليكة ) بالتصغير ، ابن عبد الله بن جدعان ، ويقال : اسم أبي مليكة زهير التيمي المدني ، أدرك ثلاثين من الصحابة ، ثقة فقيه ، مات سنة سبع عشرة ومائة . ( أنه أخبره ) قال ابن عبد البر : هكذا قال يحيى فجعل الحديث لعبد الله بن أبي مليكة مرسلا عنه . وقال القعنبي ، وابن القاسم ، وابن بكير : مالك عن يعقوب بن زيد عن أبيه زيد بن طلحة بن عبد الله بن أبي مليكة ، فجعلوا الحديث لزيد بن طلحة مرسلا ، وهذا هو الصواب ، وكذا رواه ابن وهب عن مالك ، ثم قال : وأخبرني ابن لهيعة عن محمد بن عبد الرحمن عن عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان عن محمود بن لبيد الأنصاري ، وروي مرسلا من وجوه كثيرة ، وصح بمعناه عن بريدة ، وعمران بن حصين ( أن امرأة ) من غامد ، كما في مسلم من حديث بريدة ، وله ولأبي داود من حديث عمران من جهينة ، ولا تنافي : فغامد بغين معجمة فألف فميم مكسورة فدال مهملة ، بطن من جهينة ، وروى ابن منده بسند ضعيف عن عائشة : " سمعت سبيعة القرشية قالت : يا رسول الله إني زنيت فأقم علي حد الله " . الحديث بنحو حديث الغامدية المذكور ، فإن صح فيكون ذلك وقع لهما معا . ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10355016جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته أنها زنت ) وفي مسلم عن بريدة [ ص: 225 ] فقالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=10355017يا رسول الله طهرني ، فقال : ويحك ارجعي فاستغفري الله ، وتوبي إليه ، فقالت : أراك تريد أن تردني كما رددت ماعز بن مالك ، قال : وما ذاك ؟ قالت : أنها حبلى من الزنى " ( وهي حامل ) من الزنى كما في مسلم عن عمران وبريدة .
( فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذهبي حتى تضعي ) حملك لمنع رجم الحبلى ; لأنه يلزم عليه قتل الولد بلا جناية .
وفي مسلم عن بريدة : فكفلها رجل من الأنصار حتى وضعت ، وفيه عن عمران : فدعا نبي الله وليها ، فقال : أحسن إليها فإذا وضعت فأتني بها ( فلما وضعت جاءته ) وفي حديث بريدة : فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة قالت : هذا قد ولدته .
ولا تنافي بين الروايتين لاحتمال أنه صلى الله عليه وسلم لم يرض قول الرجل إلي رضاعه ; لأن أمه أرفق به في رضاعه فدفعه إليها حتى فطمته ، ويكون التعقيب في قوله في الأولى فرجمها نحو : تزوج زيد فولد له ، هكذا ظهر لي ، ثم رأيت النووي قال : الروايتان صحيحتان ، والثانية صريحة لا يمكن تأويلها بخلاف الأولى ، فيتعين تأويلها على وفق الثانية ، بأن قول الرجل إلي رضاعه إنما قال بعد الفطام ، وأراد به كفالته وتربيته وسماه رضاعا مجازا ، انتهى .
ولعل ما قلته أقرب لإبقاء الرضاع على حقيقته ، ولا ينافيه التعقيب ; لأنه في كل شيء بحسبه .
( فلما أرضعته جاءته فقال : اذهبي فاستودعيه ) اجعليه عند من يحفظه ( قال فاستودعته ) لا ينافي رواية مسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=10355020فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين لاحتمال أنها لما استودعته وأخبرته بذلك أحضره بالصبي ودفعه إليه ; ليكون أشد توثقا في حفظه من مزيد رأفته صلى الله عليه وسلم على خلق الله .