صفحة جزء
وحدثني عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الغبيراء فقال لا خير فيها ونهى عنها قال مالك فسألت زيد بن أسلم ما الغبيراء فقال هي الأسكركة
1596 1538 [ ص: 270 ] - ( مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار ) مرسلا قال ابن عبد البر : ذكر ابن شعبان أن ابن القاسم أسنده عن مالك فقال عن ابن عباس والذي عندنا في موطأ ابن القاسم مرسلا كالجماعة ، وإنما أسنده ابن وهب وحده عن مالك عن زيد عن عطاء عن ابن عباس ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الغبيراء ) بضم الغين المعجمة وفتح الموحدة وسكون التحتية فراء فألف ممدودة نبيذ الذرة ، وقيل نبيذ الأرز وبه جزم أبو عمر ( فقال : لا خير فيها ) لأنها مسكرة ( ونهى عنها ) تحريما .

( قال مالك : سألت زيد بن أسلم ما الغبيراء ؟ فقال : هي الأسكركة ) بضم الهمزة وإسكان المهملة وكافين مفتوحتين بينهما راء ساكنة وآخره هاء ، وفي نسخة السكركة بفتح السين وسكون الكاف الأولى وفتح الراء والكاف الثانية وبالهاء ، وفي الحديث : " إياكم والغبيراء فإنها خمر الأعاجم " قال أبو عبيد : هي ضرب من الشراب يتخذه الحبش من الذرة يسكر ويقال لها السكركة .

وفي الصحيحين : " أن عمر خطب على المنبر فقال في خطبته : أنه قد نزل تحريم الخمر وهي من خمسة أشياء : العنب والتمر والحنطة والشعير والعسل ، والخمر ما خامر العقل فخطب بذلك بحضور أكابر الصحابة ، ولم ينكر عليه أحد فله حكم الرفع ، لأنه خبر صحابي شهد التنزيل .

وقد أخرج أصحاب السنن الأربعة وصححه ابن حبان عن النعمان بن بشير قال : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الخمر من العصير والزبيب والتمر والحنطة والشعير والذرة " فهذا صريح في الرفع ، وعد عمر الخمسة لاشتهار أسمائها في زمنه وجعل ما في معناها مما يتخذ من أرز وغيره خمرا إذ ربما تخامر العقل .

التالي السابق


الخدمات العلمية