1598 1540 - ( مالك عن زيد بن أسلم ) بفتح فسكون العدوي مولاهم المدني التابعي ( عن ابن وعلة ) بفتح الواو وسكون العين المهملة واسمه عبد الرحمن ( المصري ) التابعي الصدوق .
وفي رواية ابن وهب عن مالك عن زيد عن عبد الرحمن بن وعلة السبائي من أهل مصر ( أنه سأل عبد الله بن عباس ) رضي الله عنهما ( عما يعصر من العنب فقال ابن عباس : أهدى رجل ) هو كيسان الثقفي كما رواه أحمد من حديثه ( لرسول الله صلى الله عليه وسلم راوية خمر ) أي مزادة وأصل الراوية البعير يحمل الماء ، والهاء فيه للمبالغة ، ثم أطلقت الراوية على كل دابة يحمل عليها الماء ثم على المزادة ، ولفظ رواية أحمد عن كيسان : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10353880أنه كان يتجر في الخمر وأنه أقبل من الشام فقال : يا رسول الله إني جئتك بشراب جيد " .
ولابن وهب : فسار إنسانا ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بم ساررته ؟ ) بأي شيء كلمته سرا ؟ أي خفية ( قال : أمرته ببيعها ) لينتفع بحقها ( فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن ) الله ( الذي حرم شربها حرم بيعها ) لأنه قال : رجس أي نجس وهو لا يصح بيعه ولأنه يؤدي إلى شربها .
وفي حديث كيسان قال : إنها قد حرمت وحرم [ ص: 273 ] ثمنها .
( ففتح الرجل المزادتين ) بفتح الميم والزاي ، تثنية مزادة القربة ; لأنه يتزود فيها الماء ( حتى ذهب ما فيهما ) من الخمر .
ففيه وجوب إراقته لفعله ذلك بحضرته صلى الله عليه وسلم وأقره عليه .
وقد اختلف في وقت تحريم الخمر فقيل سنة أربع وقيل سنة ست ، وقيل سنة ثمان قبل فتح مكة .
قال الحافظ : وهو الظاهر لرواية أحمد عن ابن عباس : أن الرجل المهدي راوية الخمر لقيه صلى الله عليه وسلم يوم الفتح .
وروى أصحاب السنن عن عمر أنه قال : اللهم بين لنا في الخمر بيانا شفاء ، فنزلت : قل فيهما إثم كبير ( سورة البقرة : الآية 219 ) فقرئت عليه فقال : اللهم بين لنا في الخمر بيانا شفاء فنزلت : لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ( سورة النساء : الآية 43 ) فقرئت عليه فقال : اللهم بين لنا في الخمر بيانا شفاء ، فنزلت آية المائدة إلى قوله : فهل أنتم منتهون ( سورة المائدة الآية 91 ) قال عمر : انتهينا .
صححه علي بن المديني والترمذي انتهى .
وبحديث عمر قد يجمع بين الأقوال الثلاثة باحتمال أن كل مرة كانت في سنة منها .
وزعم مغلطاي أنها حرمت في شوال سنة ثلاث .
والواقدي أنه عقب قول حمزة : إنما أنتم عبيد لأبي يعني سنة اثنين .
ويدل عليه حديث الصحيح عن جابر : اصطبح الخمر ناس يوم أحد فقتلوا من يومهم جميعا شهداء .
ثم احذر أن يخطر ببالك أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب الخمر قبل تحريمها ، فلا يلزم من إهداء الراوية إليه كل عام قبل التحريم أن يشرب بل يهديها أو يتصدق بها ، أو نحو ذلك ، وقد صانه الله تعالى من قبل النبوة عما يخالف شرعه ، وهو لم يشرب الخمر المحضر من الجنة ليلة المعراج ، وهذا الحديث رواه مسلم في البيع من طريق ابن وهب عن مالك به ، وتابعه حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم ، وتابعه يحيى بن سعيد عن أبي وعلة في مسلم أيضا .