1672 1622 - ( مالك عن ابن شهاب عن علي بن أبي طالب ) مرسلا عند جماعة رواة الموطأ فيما علمت إلا خالد بن عبد الرحمن الخراساني ، فقال : عن مالك عن ابن شهاب عن علي بن الحسين عن أبيه ، وخالد ضعيف ليس بحجة فيما خولف فيه ، ولابن شهاب فيه إسنادان أحدهما مرسل كما قال مالك والآخر عن أبي سلمة عن أبي هريرة وهما من رواية الثقات ، قاله في التمهيد .
وقال السيوطي : وصله الدارقطني من طريق خالد الخراساني وموسى بن داود الضبي كلاهما عن مالك عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه .
قال ابن عبد البر : وخالد وموسى لا بأس بهما انتهى .
ولم أجده في التمهيد إنما فيه ما ذكرته فلعل نسخه اختلفت ، والحديث حسن بل صحيح أخرجه أحمد وأبو يعلى والترمذي وابن ماجه من حديث الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، وأحمد والطبراني في الكبير عن الحسن بن علي ، والحاكم في الكنى عن أبي ذر ، والعسكري والحاكم في تاريخه عن علي بن أبي طالب ، والطبراني في الصغير عن زيد بن ثابت وابن عساكر عن الحارث بن هشام .
قال ابن العربي : لأن المرء لا يقدر أن يشتغل باللازم فكيف يتعداه إلى الفاضل ؟ انتهى .
وفي إفهامه أن من قبح إسلام المرء أخذه ما لا يعنيه لأنه ضياع للوقت النفيس الذي لا يمكن تعويض فائته فيما لم يخلق لأجله ، فإن الذي يعنيه الإسلام والإيمان والعمل الصالح وما تعلق بضرورة حياته في معاشه من شبع وروي وستر عورة وعفة فرج ونحو ذلك مما يدفع الضرورة دون مزيد النعم ، وبهذا يسلم من جميع الآفات دنيا وأخرى ، فمن عبد الله على استحضار قربه من ربه أو قرب ربه منه فقد حسن إسلامه ، قال الطيبي : " من " تبعيضية ، ويجوز أنها بيانية ، وآثر التعبير بالإسلام على الإيمان ; لأنه الأعمال الظاهرة ، والفعل والترك إنما يتعاقبان عليها ، وزاد " حسن " إيماء إلى أنه لا يتميز بصورة الأعمال فعلا وتركا إلا إن اتصف بالحسن بأن توفرت شروط مكملاتها فضلا عن المصححات ، وجعل ترك ما لا يعني من الحسن مبالغة ، قال بعضهم ، ومما لا يعني تعلم ما لا يهم من العلوم وترك الأهم منه كمن ترك تعلم العلم الذي فيه صلاح نفسه واشتغل بتعلم ما يصلح به غيره كعلم الجدل ، ويقول في اعتذاره : نيتي نفع الناس ، ولو كان صادقا لبدأ باشتغاله بما يصلح به نفسه وقلبه من إخراج الصفات المذمومة من نحو حسد ورياء وكبر وعجب وترؤس على الأقران وتطاول عليهم ، ونحوها من المهلكات .
قال ابن عبد البر : هذا الحديث من الكلام الجامع للمعاني الكثيرة الجليلة في الألفاظ القليلة وهو مما لم يقله أحد قبله صلى الله عليه وسلم .
لكن روي معناه عن صحف إبراهيم مرفوعا .
ثم أخرج بسنده عن أبي ذر قال : " قلت : يا رسول الله ما كانت صحف إبراهيم ؟ قال : كانت أمثالا كلها " الحديث ، وفيه : " وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه ، ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه " وقيل للقمان الحكيم : ما الذي بلغ بك ما نرى ، أي الفضل ؟ قال : قدر الله وصدق الحديث وأداء الأمانة ، وترك ما لا يعنيني .
وروى أبو عبيدة عن الحسن : من علامة إعراض الله عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه .