وعلى الثاني أن اضطراب لحيته لا يعين القراءة لحصوله بالذكر والدعاء ، وأجيب بأنهم نظروه بالجهرية ; لأن ذلك المحل منها هو محل القراءة لا الذكر والدعاء ، وإذا انضم إلى ذلك قول أبي قتادة كان يسمعنا الآية أحيانا قوي الاستدلال ، وقال بعضهم : احتمال الذكر ممكن لكن جزم الصحابي بالقراءة مقبول ؛ لأنه أعرف بأحد المحتملين ، فقبل تفسيره واستدل به البيهقي على أن الإسرار بالقراءة لا بد فيه من إسماع المرء نفسه ، وذلك لا يكون إلا بتحريك اللسان والشفتين ، بخلاف ما لو أطبق شفتيه وحرك لسانه بالقراءة ، فإنه لا يضطرب بذلك لحيته ، قال الحافظ : وفيه نظر لا يخفى .