1697 1647 - ( مالك عن أبي الزناد ) عبد الله بن ذكوان ( عن الأعرج ) عبد الرحمن بن هرمز [ ص: 430 ] ( عن أبي هريرة ) عبد الرحمن بن صخر أو عمرو بن عامر ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا ينظر الله ) أي : لا يرحم ، فالنظر نسبته إلى الله مجاز وإلى المخلوق كناية ، لأن من اعتنى بالشخص التفت إليه ثم كثر حتى صار عبارة عن الإحسان وإن لم يكن هناك نظر ، فإذا نسب لمن لا يجوز عليه حقيقته وهو تقليب الحدقة والله منزه عن ذلك فهو بمعنى الإحسان مجازا عما وقع في حق غيره كناية ، قاله في الكواكب تبعا للكشاف .
وقال الحافظ الزين العراقي : عبر عن المعنى الكائن عند النظر بالنظر لأن من نظر إلى متواضع رحمه ، ومن نظر إلى متكبر مقته ، فالرحمة والمقت مسببان عن النظر ( يوم القيامة ) إشارة إلى أنه محل الرحمة الدائمة خلاف رحمة الدنيا فقد تنقطع بما يتجدد من الحوادث ( إلى من يجر إزاره بطرا ) بموحدة ومهملة مفتوحتين ، قال عياض : جاءت الرواية بفتح الطاء على المصدر وبكسرها على الحال من فاعل يجر ، أي : تكبرا وطغيانا ، وأصل البطر الطغيان عند النعمة واستعمل بمعنى الكبر .
وقال الراغب : أصل البطر دهش يعتري المرء عند هجوم النعمة عن القيام بحقها ، قال ابن جرير : إنما ورد الحديث بلفظ الإزار ; لأن أكثر الناس في العهد النبوي كانوا يلبسون الإزار والأردية فلما لبس الناس القمص والدراريع كان حكمهما حكم الإزار في ذلك .
وتعقبه ابن بطال بأن هذا قياس صحيح لو لم يأت النص بالثوب أنه يشمل جميع ذلك ، يعني : فلا داعية للقياس مع وجود النص ، وهذا الحديث رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف عن مالك به .