1723 1673 - ( مالك عن ابن شهاب عن أنس بن مالك ) - رضي الله عنه - : ( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي ) - بضم أوله - وهو في دار أنس ( بلبن ) حلب من شاة داجن ( قد شيب ) - بكسر المعجمة - أي خلط ( بماء من البئر ) التي في دار أنس كما بين هذا كله في رواية شعيب ، عن الزهري عند البخاري .
( وعن يمينه أعرابي ) - لم يسم - وزعم أنه خالد بن الوليد ، غلط واضح لأن الأعرابي [ ص: 466 ] هنا كان عن يمينه - صلى الله عليه وسلم - وخالد كان عن يساره في الحديث بعد ، فاشتبه عليه حديث سهيل في الأشياخ الذين منهم خالد مع الغلام بحديث أنس في أبي بكر والأعرابي ، وهما قصتان كما بينه ابن عبد البر ، وأيضا لا يقال لخالد أعرابي إذ هو من أجلة قريش .
( وعن يساره أبو بكر ) الصديق - رضي الله عنه - ( فشرب ) - صلى الله عليه وسلم - ( ثم أعطى الأعرابي ) ، وفي رواية شعيب : فقال عمر - وخاف أن يعطيه الأعرابي - أعط أبا بكر يا رسول الله عندك ، فأعطاه الأعرابي عن يمينه ، ( وقال : الأيمن فالأيمن ) ، ضبط بالنصب على تقدير : أعط الأيمن ، وبالرفع على تقدير : الأيمن أحق ، قاله الكرماني وغيره ، ورجح الرفع بقوله في بعض طرق الحديث : الأيمنون الأيمنون ، قال أنس : فهي سنة ، أي تقدمة الأيمن ، وإن كان مفضولا ، ولم يخالف في ذلك إلا ابن حزم ، فقال : لا يجوز الأيمن إلا بإذنه .
وفيه أن خلط اللبن بالماء للشرب جائز بخلاف البيع فغش ، وأن المجلس عن اليمين واليسار سواء ، إذ لو كان الفضل لليمين لما آثر عليه الصلاة والسلام الأعرابي على أبي بكر ، وقيل : كان الأعرابي من كبراء قومه فلذا جلس عن يمينه ، ويحتمل أنه سبق أبا بكر ، ففيه أن من سبق إلى مكان من مجلس العالم أولى به من غيره كائنا من كان ، وأنه لا يقام أحد من مجلسه لغيره ، وإن أفضل منه ، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يحب التيامن في الأكل والشرب وجميع الأمور لما شرف الله به أهل اليمين ، وهذا الحديث أخرجه الشيخان في الأشربة ، البخاري عن إسماعيل ، ومسلم عن يحيى كلاهما عن مالك به ، وله متابعات وطرق .