1727 1677 - ( مالك عن أبي الزبير ) محمد بن مسلم بن تدرس ( المكي عن جابر بن عبد الله ) - رضي الله عنهما - ( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أغلقوا ) - بفتح الهمزة ، وسكون المعجمة - ( الباب ) حراسة للنفس ، والمال من أهل الفساد ، ولا سيما الشيطان ، وفي الصحيح عن عطاء عن جابر : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10354226أطفئوا المصابيح إذا رقدتم ، وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله ، ( وأوكوا ) - بفتح الهمزة ، وسكون الواو وضم الكاف بلا همز - شدوا واربطوا ، ( السقاء ) - بكسر السين : القربة ، أي شدوا رأسها بالوكاء ، وهو الخيط .
زاد في رواية عطاء : " واذكروا اسم الله " ، أي لمنع الشيطان واحترازا من الوباء الذي ينزل في ليلة من السنة كما روي ، ويقال : إنها في كانون الأول .
( وأكفئوا الإناء ) ، قال عياض : بقطع الألف ، وكسر الفاء رباعي ، وبوصلها ، وضم الفاء ثلاثي ، وهما صحيحان ، أي اقلبوه ، ولا تتركوه للعق الشيطان ، ولحس الهوام وذوات الأقذار .
( الإناء ) يحتمل أنه شك من الراوي ، والأظهر أنه لفظ النبي - صلى الله عليه وسلم - أي اكفوه إن كان فارغا ، أو خمروه إن كان فيه شيء قاله الباجي .
ويؤيده أن في بعض طرقه عند البخاري عن جابر : " وخمروا الطعام والشراب " ، وفي الصحيح أيضا عن جابر : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10354227وخمروا آنيتكم ، واذكروا اسم الله ، ولو أن تعرضوا عليها بعود " ، ( وأطفئوا ) - بهمزة قطع ، وسكون المهملة ، وكسر الفاء ، ثم همزة مضمومة - ، ( المصباح ) : السراج ، زاد [ ص: 475 ] في رواية عطاء : " إذا رقدتم " ( فإن الشيطان ) ، وفي رواية من طريق عطاء : " فإن الجن " ، ولا تضاد بينهما إذ لا محذور في انتشار الصنفين ، إذ هما حقيقة واحدة يختلفان بالصفات ، قاله الكرماني ( لا يفتح غلقا ) - بفتح الغين ، واللام - إذا ذكروا اسم الله عليه .
ولأحمد من حديث أبي أمامة : فإنهم ، أي الشياطين لم يؤذن لهم في التسور .
ومقتضاه أنه يتمكن من كل ذلك إذا لم يذكر اسم الله .
قال الحافظ : ويؤيده ما في مسلم والأربعة مرفوعا : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10354231إذا دخل الرجل بيته ، فذكر اسم الله عند دخوله وعند طعامه ، قال الشيطان : لا مبيت لكم ، ولا عشاء ، وإذا دخل فلم يذكر اسم الله عند دخوله قال الشيطان : أدركتم " ، قال ابن دقيق العيد : يحتمل أن يوجه قوله : فإن الشيطان لا يفتح ، على عمومه ، ويحتمل أن يخص بما ذكر اسم الله عليه ، ويحتمل أن المنع لأمر متعلق بجسمه ، ويحتمل أنه لمانع من الله بأمر خارج عن جسمه ، قال : والحديث يدل على منع دخول الشيطان الخارج ، فأما الشيطان الذي كان داخلا فلا يدل الخبر على خروجه ، فيكون ذلك لتخفيف المفسدة لا دفعها ، ويحتمل أن التسمية عند الإغلاق تقتضي طرد من في البيت من الشياطين ، وعلى هذا فينبغي أن تكون التسمية من ابتداء الإغلاق إلى تمامه ، واستنبط منه بعضهم مشروعية غلق الفم عند التثاؤب لدخوله في عموم الأبواب ، انتهى .
( وإن الفويسقة ) - بتصغير التحقير - ( تضرم ) - بضم التاء ، وسكون المعجمة ، وكسر الراء - أي توقد ( على الناس ) ، وفي رواية الليث : على أهل البيت ( بيتهم ) ، وفي رواية زهير عن أبي الزبير " ثيابهم " ، وفي رواية سفيان : والفويسقة تضرم البيت على أهله ، والضرمة بالتحريك النار والضرام لهب النار .
وأما القناديل المعلقة في المساجد وغيرها ، فإن خيف حريق بسببها دخلت في الأمر ، وإن أمن ذلك كما هو الغالب ، فالظاهر أنه لا بأس بها للعلة التي علل بها - صلى الله عليه وسلم - وإذا انتفت العلة زال المانع .
والحديث رواه مسلم عن يحيى عن مالك به ، وتابعه الليث ، وزهير ، وسفيان كلهم عند مسلم عن أبي الزبير بنحوه ، وهو في البخاري ، ومسلم من طرق عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بنحوه .