قال القرطبي : فلو مبالغة في تحقيق إصابة العين جرى مجرى التمثيل ، إذ لا يرد القدر شيء ، فإنه عبارة عن سابق علم الله ، ونفوذ مشيئته ، ولا راد لأمره ، ولا معقب لحكمه ، فهو كقولهم : لأطلبنك ولو تحت الثرى ، ولو صعدت السماء .
وقال البيضاوي : معناه أن إصابة العين لها تأثير ، ولو أمكن أن يعاجل القدر شيء ، فيؤثر في إفناء شيء وزواله قبل أوانه المقدر لسبقته العين ، انتهى .
وفيه إثبات القدر وصحة أمر العين ، وأنها قوية الضرر ، والأمر بالرقى وأنها نافعة ، ولا يعارضه النهي عنها في عدة أحاديث كخبر الذين لا يسترقون ; لأن الرقية المأذون فيها ما كانت باللسان العربي ، أو بما يفهم معناه ، ويجوز شرعا مع اعتقاد أنها لا تؤثر بذاتها ، بل بتقدير الله ، والمنهي عنها ما فقد فيها شرعا من ذلك .