[ ص: 559 ] 1782 1735 - ( مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ) الأنصاري ( عن زفر ) ، بضم الزاي ، وفتح الفاء والراء ممنوع الصرف ، ( ابن صعصعة عن أبيه ) ، وهما ثقتان مدنيان ، قال أبو عمر : لا أعلم لزفر ولا لأبيه غير هذا الحديث
وفي رواية معن عن زفر عن أبي هريرة بإسقاط عن أبيه ، والصواب إثباته كما رواه الأكثر ، وفيه ثلاثة من التابعين
( عن أبي هريرة : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا انصرف من صلاة الغداة ) - بالمعجمة - أي الصبح ( يقول : هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ؟ ) ، زاد في رواية البخاري عن سمرة بن جندب : " فنقص عليه ما شاء الله أن يقص " .
قالوا : فمن حينئذ لم يسأل أحدا إيثارا لستر العواقب ، وإخفاء المراتب ، فلما كانت هذه الرؤيا كاشفة لمنازلهم ، مبينة لفضل بعضهم على بعض في التعيين ، خشي أن يتواتر ويتوالى ما هو أبلغ في الكشف من ذلك ، ولله في ستر خلقه حكمة بالغة ومشيئة نافذة ، وقيل غير ذلك .
( ويقول ) - صلى الله عليه وسلم - : ( ليس يبقى بعدي من النبوة ) أل عهدية ، أي نبوته ، ( إلا الرؤيا الصالحة ) ، أي الحسنة ، أو الصادقة المنتظمة الواقعة على شروطها الصحيحة ، وهي ما فيه بشارة ، أو تنبيه على غفلة .
وقال الكرماني : الصالحة صفة موضحة للرؤيا لأن غيرها يسمى بالحلم ، أو مخصصة والصلاح باعتبار صوتها ، أو تعبيرها ، وفيه ندب التعبير قبل طلوع الشمس ، فيرد قول بعض أهل التعبير : المستحب أنه من طلوعها إلى الرابعة ، ومن العصر إلى قرب المغرب .
ورد على ما لعبد الرزاق عن معمر عن سعيد بن عبد الرحمن عن بعض علمائهم ، قال : لا تقصص رؤياك على امرأة ، ولا تخبر بها حتى تطلع الشمس .
قال المهلب : تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح أولى من غيره من الأوقات لحفظ صاحبها لها ، لقرب عهده بها قبل ما يعرض له نسيانها ، ولحضور ذهن العابر ، وقلة شغله بالفكرة فيما يتعلق بمعاشه ، وليعرف الرائي ما يعرض له بسبب رؤياه فيستبشر [ ص: 560 ] بالخير ويحذر من الشر ويتأهب لذلك ، فربما كان فيها تحذير من معصية فيكف عنها ، وربما كانت إنذارا لأمر فيكون له مترقبا ، قال : فهذه عدة فوائد لتعبيرها أول النهار اه .