1805 1758 - ( مالك عن ابن شهاب ) محمد بن مسلم الزهري ، ( عن أبي أمامة ) أسعد ( بن سهل بن حنيف ) الأنصاري له رواية ، وأبوه صحابي بدري ، ( عن عبد الله بن عباس ) الحبر الترجمان ( عن خالد بن الوليد بن المغيرة ) المخزومي سيف الله ، قال ابن عبد البر : هكذا رواه يحيى القعنبي ، وابن القاسم وجماعة ، ورواه ابن بكير عن ابن عباس ، وخالد : أنهما دخلا مع رسول الله بيت ميمونة ، وتابعه قوم ، وكذا رواه معمر عن الزهري ، انتهى .
وفي رواية يزيد بن الأصم : " هذا لحم لم آكله قط " ، ( فأجدني أعافه ) - بعين مهملة ، وفاء مضارع ، عفت الشيء ، أي : أجد نفسي تكرهه ، ومعنى الاستدراك هنا تأكيد الخبر كأنه لما قال : ليس بحرام ، قيل : ولم لا تأكله أنت ؟ قال : لأنه لم يكن بأرض قومي ، والفاء للسببية في أجدني .
( وقال خالد : فاجتررته ) - بجيم ساكنة ، ففوقية ، فراء مكررة - أي : جررته ( فأكلته ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر ) إلي ، فأكله حلال بنصه وإقراره على أكله عنده ، وعليه الجمهور والأئمة الأربعة بلا كراهة ، كما رجحه الطحاوي خلافا لقول صاحب الهداية من الحنفية : يكرهه لنهيه - صلى الله عليه وسلم - عائشة لما سألته عن أكله ، لكنه ضعيف فلا يحتج به .
وحكى عياض تحريمه عن قوم ، قال النووي : ما أظنه يصح عن أحد .
قال أبو عمر : فيه أنه - صلى الله عليه وسلم - لا يعلم الغيب ، وإنما يعلم منه ما يظهره الله عليه .
وأما النفوس تعاف ما لم تعهد ، وحل الضب ، وإن من الحلال ما تعافه النفس ، وأن الحرمة ، والحل ليسا مردودين إلى الطباع ، وإنما الحرام ما حرمه الكتاب والسنة ، أو كان في معنى ما حرمه أحدهما ، قال : ودخول خالد ، وابن عباس البيت ، وفيه النسوة كان قبل نزول الحجاب ، انتهى .
وليس بلازم ، إذ يجوز أنه بعده وهن مستورات .
وأما ميمونة فخالطتهما .
وأخرجه البخاري عن القعنبي ، ومسلم عن يحيى كلاهما عن مالك به .